هل أرضخ لهذا الاستغلال؟
أ. فيصل العشاري
السؤال
♦ الملخص:
رجلٌ يشكو مِن بواب العمارة؛ لطلبة أموالًا زائدةً عن حقه، والرجلُ يَرفُض، ويسأل: هل أرضخ لاستغلال (بواب) العمارة؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا رجلٌ أسكُن في عمارةٍ وعليها (بواب)، هذا (البَوَّاب) يأخُذ فاتورة الكهرباء ويَطلُب مِن سكان العمارة المالَ دون أن يُرينا الفاتورة! وأرى أنه يأخُذ زيادةً على ثمن الفاتورة الحقيقي.
عندما اكتشفتُ القيمةَ الحقيقيةَ للفاتورة؛ أعطيتُه حقَّه كاملًا بدون زيادةٍ، فسبَّب له هذا التصرُّفُ غيظًا وضيقًا مني، وقام بغَلْق الباب بعد خُروجي لصلاة الفجر بالأقفال، وعندما عُدْتُ ظللتُ واقفًا وقتًا طويلًا حتى فَتَح لي
والسؤال: هل أنا مُصيبٌ في طلبي أصل الفاتورة لمعرفة الثمن الحقيقي لها؟ وهل عليَّ أن أَرْضخ لاستِغلال (البواب) تجنُّبًا للعداء؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول الله عزَّ وجلَّ:
{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ }
[الإسراء: 53]،
فالمُلاطَفةُ وقول الكلمة الطيبة أمرٌ مَطلوبٌ، ولكن هذا لا يعني أبدًا ضرورة التنازُل عن حقك، والسماح للآخرين بأَكْل مالك، وكونُ الإنسان ملتزمًا بأمور دينِه لا يعني أن يكون - بالضرورة - نَهْبًا للآخرين، ومن هنا نُحبُّ أن نَضَعَ لك هذه النقاط لعلها تُرشدك إلى الصواب بإذن الله:
1 - لستَ مُلْزَمًا بالرضوخ لطلَب بواب العمارة كل مرة، وعليك باللجوء إلى صاحب العمارة، أو إلى المشرف عليها؛ لحل هذه المشكلة المتكرِّرة شهريًّا، أو الاتفاق مع بقية سكان العمارة على إلزام (البواب) بتوضيح الفاتورة الشهريَّة، وتقديم نسخةٍ منها لكلِّ شخصٍ إن لَزِم الأمر.
2 - بعد القيام بهذه الخطوة، وإلزام (بواب) العمارة بتوضيح حساب فاتورة الكهرباء بشفافية، هنا يأتي موضوع كرَمِك، بحيث تُعطي البوابَ بين الحين والحين هدية مالية بسيطة على سبيل العطاء حسب رغبتك، وقد تكتشف بنفسك لاحقًا مدى احترامه وتقديره لك.
3 – وأخيرًا فإن مفهومُ الالتزام الديني لا علاقةَ له بالتعامل الخاص مع الآخرين؛ والمسلمُ مهما كان مُقصِّرًا في الواجبات الدينية، فإنه يَنبَغي ألا يُفَرِّط في حقوقه وفي الجانب القيمي لهذا الدين العظيم؛ كالأمانة، والصِّدق، والاحترام؛ فهي معانٍ عظيمةٌ تشترك فيها الأممُ حتى مِن غير المسلمين، ومع ذلك فالمسلمُ الملتزمُ دينيًّا عليه أن يكونَ أكثرَ التزامًا بهذه القِيَم العظيمة التي يدعو إليها الإسلامُ.
نسأل اللهَ تعالى أن يُيَسِّرَ أمرَك، وأن يشرحَ صدرك، وأن يُزَوِّدَك التقوى
منقول للفائدة
أ. فيصل العشاري
السؤال
♦ الملخص:
رجلٌ يشكو مِن بواب العمارة؛ لطلبة أموالًا زائدةً عن حقه، والرجلُ يَرفُض، ويسأل: هل أرضخ لاستغلال (بواب) العمارة؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا رجلٌ أسكُن في عمارةٍ وعليها (بواب)، هذا (البَوَّاب) يأخُذ فاتورة الكهرباء ويَطلُب مِن سكان العمارة المالَ دون أن يُرينا الفاتورة! وأرى أنه يأخُذ زيادةً على ثمن الفاتورة الحقيقي.
عندما اكتشفتُ القيمةَ الحقيقيةَ للفاتورة؛ أعطيتُه حقَّه كاملًا بدون زيادةٍ، فسبَّب له هذا التصرُّفُ غيظًا وضيقًا مني، وقام بغَلْق الباب بعد خُروجي لصلاة الفجر بالأقفال، وعندما عُدْتُ ظللتُ واقفًا وقتًا طويلًا حتى فَتَح لي
والسؤال: هل أنا مُصيبٌ في طلبي أصل الفاتورة لمعرفة الثمن الحقيقي لها؟ وهل عليَّ أن أَرْضخ لاستِغلال (البواب) تجنُّبًا للعداء؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول الله عزَّ وجلَّ:
{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ }
[الإسراء: 53]،
فالمُلاطَفةُ وقول الكلمة الطيبة أمرٌ مَطلوبٌ، ولكن هذا لا يعني أبدًا ضرورة التنازُل عن حقك، والسماح للآخرين بأَكْل مالك، وكونُ الإنسان ملتزمًا بأمور دينِه لا يعني أن يكون - بالضرورة - نَهْبًا للآخرين، ومن هنا نُحبُّ أن نَضَعَ لك هذه النقاط لعلها تُرشدك إلى الصواب بإذن الله:
1 - لستَ مُلْزَمًا بالرضوخ لطلَب بواب العمارة كل مرة، وعليك باللجوء إلى صاحب العمارة، أو إلى المشرف عليها؛ لحل هذه المشكلة المتكرِّرة شهريًّا، أو الاتفاق مع بقية سكان العمارة على إلزام (البواب) بتوضيح الفاتورة الشهريَّة، وتقديم نسخةٍ منها لكلِّ شخصٍ إن لَزِم الأمر.
2 - بعد القيام بهذه الخطوة، وإلزام (بواب) العمارة بتوضيح حساب فاتورة الكهرباء بشفافية، هنا يأتي موضوع كرَمِك، بحيث تُعطي البوابَ بين الحين والحين هدية مالية بسيطة على سبيل العطاء حسب رغبتك، وقد تكتشف بنفسك لاحقًا مدى احترامه وتقديره لك.
3 – وأخيرًا فإن مفهومُ الالتزام الديني لا علاقةَ له بالتعامل الخاص مع الآخرين؛ والمسلمُ مهما كان مُقصِّرًا في الواجبات الدينية، فإنه يَنبَغي ألا يُفَرِّط في حقوقه وفي الجانب القيمي لهذا الدين العظيم؛ كالأمانة، والصِّدق، والاحترام؛ فهي معانٍ عظيمةٌ تشترك فيها الأممُ حتى مِن غير المسلمين، ومع ذلك فالمسلمُ الملتزمُ دينيًّا عليه أن يكونَ أكثرَ التزامًا بهذه القِيَم العظيمة التي يدعو إليها الإسلامُ.
نسأل اللهَ تعالى أن يُيَسِّرَ أمرَك، وأن يشرحَ صدرك، وأن يُزَوِّدَك التقوى
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق