استغل
شهر رمضان؛ لتكون أكثر قرباً من أبنائك، خاصة وأن
لرمضان
طابعاً مميَّزاً في
تعامل المرء مع نفسه في الارتقاء بعباداته، وتربية
نفسه،
وتهذيب أخلاقه، وتحسين سلوكيَّاته. كما أنَّ له أجواءً مميَّزةً
ومباركةً
يجب الاستفادة منها في تربية الأبناء، والارتقاء بهم، وغرس
بعض
المعاني والقيم الطيِّبة في نفوسهم، وعلينا ألا نغفل التركيز على
عدَّة
نقاط قد تُساهم –بدورها- في تغيير مجرى حياة طفلك
إلى
الأفضل ومنها:
•
استثمر شهر رمضان في غرس حب الخير، ومساعدة الآخرين في نفس
طفلك،
وساعده على ممارسة ذلك بصورة عمليَّة، كأن يشارككِ بجزء قليل
من
مصروفه في شراء بعض التمر، ثم بتشجيعه على توزيع هذا التمر
أمام
البيت، أو المسجد على من يمر به من الصَّائمين قبل أذان
المغرب،
كذلك مشاركته في توزيع
ما تقوم به بعض الجمعيَّات الخيريَّة من تقديم
مساعدات
عينيَّة للفقراء والمحتاجين، فكل ذلك يعمِّق في نفسه
حب
الخير ومساعدة
الآخرين.
•
صلة الرَّحم، والتَّواصل الاجتماعيّ:
راقب ابنك، وشجِّعه أثناء تواصله
مع ذوي رحمه من خلال
دعوتهم لتناول الإفطار لديكِ، مع إظهارك
السُّرور
والبهجة بذلك، فهذا الشُّعور ينتقل لطفلك بصورة تلقائيَّة،
ويوثِّق
العلاقة
بينه وبينهم، كما أنَّ في تلبية دعوة الأهل والأقارب للإفطار
معهم،
تطبيقاً
عمليّاً يتعلَّم منه أن يصل رحمه، ويؤكَّد ذلك في نفسه عن طريق
التحدُّث
معه عن صلة الرَّحم بصورة تناسب عمره يدرك من خلالها أهميَّة
وعظم
ثواب هذا العمل.
•
احترام مشاعر الآخرين:
قم بتدريب طفلك خلال شهر رمضان على
احترام
مشاعر الآخرين، والرفق بهم، والإحسان إليهم، وذلك بتوجيهه
–
إن
كان مفطراً لصغر سنِّه، أو لأيّ سبب آخر- إلى الصيام بألا يتناول
أيّ
مشروبات، أو أطعمة أمام الصَّائمين؛ مراعاةً لاحتياجاتهم،
واحتراماً
لمشاعرهم،
كذلك لو كان الطِّفل صائماً وغيره مفطراً سواءً من
الكبار
أو
الصِّغار لعذر ما، فلابدَّ أن تدعه ألا يعيب عليهم ذلك، وأن
توضِح له
سبب
الفطر وعذره.
•
القصص والحكايات:
استثمر فرص تواجدك والتقائك مع أبنائك خلال
شهر
رمضان في أوقات منتظمة بأن تقصِّي عليهم بعض القصص التي
تتميَّز
بالمتعة والإثارة، والتي تساعدك بشكل مؤثِّر في غرس بعض القيم
الإيجابيَّة،
وتعديل بعض السلوكيَّات الخاطئة التي تصدر منهم، كأن تكون
أحداثها
مرتبطة بالشَّهر الفضيل وطقوسه الاجتماعيَّة والدينيَّة
المميَّزة
التي
تتجلَّى فيها قيم الخير، والمساعدة للغير بطريقة تجعله يشعر
بالأمان
النفسيّ،
والرَّاحة الوجدانيَّة، فتتغلغل القصَّة في أعماقه بدروسها
وعبرها.
•
تعديل السلوكيَّات الخاطئة:
استثمر أجواء رمضان في معالجة بعض
السلوكيَّات
غير المقبولة لدى طفلك، كالتلفُّظ ببعض الكلمات
النابية،
أو
الشِّجار مع إخوته أو أقرانه، ويساعدك على ذلك جمع أبنائك وشرح
ضرورة
الالتزام بالأخلاق الطيِّبة لهم، وقومي بشرح حديث النبي
(
فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم
)
بطريقة مبسطة، وارصد
مكافأة كلّ أسبوع لمن يلتزم بذلك بمعدَّل يتم
الاتفاق
عليه معهم، ويمكنكِ كذلك توجيههم لكتابة وتعليق بعض
الشِّعارات
التي تدعوهم
لذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق