عن أبى هريرة :
أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( لا يقولنَّ أحدكم: اللهمَّ اغفر لي إن شئت، اللهم
ارحمني إن شئت
ليعزم
في الدعاء؛ فإنَّ الله صانع ما شاء لا مكره له
)
قال النووي:
[ عزم المسألة: الشدة في طلبها، والحزم من غير ضعف في
الطلب،
ولا تعليق على مشيئة ونحوها
]
وقال ابن حجر:
[ قوله: ( فليعزم المسألة )
في رواية أحمد عن إسماعيل المذكور الدعاء، ومعنى
الأمر بالعزم الجد فيه،
وأن
يجزم بوقوع مطلوبه، ولا يعلق ذلك بمشيئة الله تعالى،
وإن كان مأمورًا في جميع ما يريد فعله أن يعلقه
بمشيئة الله تعالى،
وقيل معنى العزم: أن يحسن الظن بالله في
الإجابة...
وقال الداودي: معنى قوله ليعزم المسألة أن يجتهد
ويلح،
ولا يقل إن شئت كالمستثنى، ولكن دعاء البائس الفقير
]
قال بدر الدين العيني:
[ قوله: فليعزم المسألة. أي: فليقطع بالسؤال، ولا
يعلق بالمشيئة؛
إذ في التعليق صورة الاستغناء عن المطلوب منه
والمطلوب ]
وقال السيوطي:
[ ليعزم المسألة أي يعري دعاءه وسؤاله من لفظ المشيئة
]
وعن ابن مسعود، قال:
لقد سألني رجل عن أمر ما دريت ما أردُّ عليه،
فقال: أرأيت رجلًا مؤديًا نشيطًا يخرج مع أمرائنا في
المغازي،
فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها ؟
فقلت له: والله ما أدري ما أقول لك،
إلا أنا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فعسى أن لا
يعزم علينا في أمر
إلا
مرة حتى نفعله، وإنَّ أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله،
وإذا شك في نفسه شيء سأل رجلًا فشفاه منه، وأوشك أن
لا تجدوه،
والذي لا إله إلا هو ما أذكر ما غبر من الدنيا إلا
كالثغب .
قال بدر الدين العيني:
[ قوله: فيعزم علينا. أي: الأمير يشدد علينا في أشياء
لا نطيقها،
وقال الكرماني: فيعزم إن كان بلفظ المجهول فهو
ظاهر
يعني
لا يحتاج إلى تقدير الفاعل ظاهرًا، هذا إن كان جاءت به رواية،
قوله: حتى نفعله غايةً لقوله: لا يعزم. أو للعزم الذي
يتعلق به المستثنى ]
وعن جماعة من الصحابة مرفوعًا
:
( إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى
عزائمه )
قال المناوي:
[ عزائمه أي مطلوباته الواجبة، فإنَّ أمر الله في
الرخص والعزائم واحد ]
قال القاري:
[ الرخصة إذا كانت حسنًا
فالعزيمة أولى بذلك ]
وعن شدَّاد بن أوس رضي الله عنه
قال:
( إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في
صلاته:
اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على
الرشد،
وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا،
ولسانًا صادقًا،
وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم،
وأستغفرك لما تعلم )
قال المناوي:
(
وأسألك عزيمة الرشد )
وفي
رواية:
(
العزيمة على الرشد )
قال الحرالي:
[ وهو حسن التصرف في الأمر، والإقامة عليه بحسب ما
يثبت ويدوم ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق