ما
الذى يحبه الله وما الذى يبغضه ؟
يحب
الله التسبيح والتعظيم
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( كلمتان حبيبتان إلى
الرحمن ،
خفيفتان
على اللسان، ثقيلتان في الميزان :
سبحان
الله وبحمده ، سبحان الله العظيم )
(
حبيبتان )
: الحبيبتان تثنية حبيبة وهي
المحبوبة،
والمراد أن قائلها محبوب
لله
وخص الرحمن من الأسماء
الحسنى
للتنبيه على سعة رحمة
الله تعالى على عباده
حيث
يجازي على العمل القليل بالثواب
الجزيل،
ولما فيها من التنزيه
والتحميد والتعظيم
وقوله
(
خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان )
وصفهما بالخفة والثقل
لبيان قلة العمل وكثرة الثواب
وقوله
(خفيفتان
)
فيه إشارة إلى قلة كلامهما وأحرفهما
ورشاقتهما،
والخفة مستعارة للسهولة،
وشبه سهولة جريانها على
اللسان بما خف على الحامل
من
بعض الأمتعة فلا تتعبه كالشيء الثقيل،
وفيه
إشارة إلى أن سائر التكاليف صعبة شاقة على النفس
ثقيلة
وهذه سهلة عليها مع أنها
تثقل الميزان
كثقل الشاق من
التكاليف
وقد سئل بعض
السلف
عن
سبب ثقل الحسنة وخفة
السيئة
فقال
:
[ لأن الحسنة حضرت
مرارتها وغابت حلاوتها
فثقلت فلا يحملنك ثقلها
على تركها،
والسيئة
حضرت حلاوتها وغابت مرارتها؛
فلذلك خفت فلا يحملنك
خفتها على ارتكابها ]
وقال
صلى الله عليه وسلم :
( من قال سبحان الله
وبحمده في يوم مئة مرة
حُطَّت
عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر )
وقوله
"سبحان الله وبحمده"
معناه
تنزيه الله عما لا يليق به من كل نقص،
فيلزم نفي الشريك
والصاحبة والولد وجميع الرذائل.
وقال
عليه الصلاة والسلام :
( ألا أخبرُك بأحبِّ
الكلامِ إلى اللهِ ؟
قلتُ : يا رسولَ اللهِ !
أخبرني بأحبِّ الكلامِ إلى اللهِ
فقال : إن أحبَّ الكلامِ
إلى اللهِ ، سبحانَ اللهِ وبحمدِه )
✏
قال النووي
:
[
هذا محمول على كلام الآدمي وإلا فالقرآن أفضل
وكذا
قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل
المطلق،
فأما المأثور في وقت أو
حال ونحو ذلك
فالاشتغال
به أفضل والله أعلم ]
✏
قال ابن بطال :
[
هذه الفضائل الواردة في فضل الذكر
إنما
هي لأهل الشرف في الدين والكمال كالطهارة من الحرام
والمعاصي
العظام فلا تظن أن من أدمن الذكر
وأصر
على ما شاءه من شهواته وانتهك دين الله
وحرماته
أنه يلتحق بالمطهرين
المقدسين ويبلغ منازلهم
بكلام أجراه على لسانه
ليس معه تقوى ولا عمل صالح ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق