الأربعاء، 10 يناير 2024

ﻣﺮﺍﺗــﺐ النــاﺱ ﻣــﻊ ﺍﻟﺬﻧــﻮﺏ

ﻣﺮﺍﺗــﺐ النــاﺱ ﻣــﻊ ﺍﻟﺬﻧــﻮﺏ


ﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ أربعة ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ

ﺍﻟﻤﺮﺗــﺒﺔ الأﻭﻟــﻰ: ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺨوﻑ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ:

ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﻳﺬﻧﺐ ، ﻳﻨﺘﻔﺾ ﻗﻠﺒﻪ ، ﻭﻳﻨﻈﺮﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ

ﻣﻦ ﺍﻧﺨﻼ‌ﻋﻪ ﻋﻦ ﺍﻺ‌ﻋﺘﺼﺎﻡ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺣﻴﻦ ﺇﻳﺘﺎﻥ ﺍﻟﺬﻧﺐ ، ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺬﻟﻪ ،

ﻭﺧﻠﻰ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻭﻣﻨﻊ ﻋﺼﻤﺘﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻣﻊ ﺗﻴﻘﻨﻪﻧﻈﺮ ﺭﺑﻪ ﺇﻟﻴﻪ ،

ﻭﺍﻃﻼ‌ﻋﻪ ﻋﻠﻴﻪ . ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ .

اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ الثانــــية؛ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ :

ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺘﻰ ﺗﻜﺮﺭ ﺍﻟﺬﻧﺐ ، ﻭﺍﺷﺘﺪﺕ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ، ﺗﺤﻮﻝ ﺧﻮﻑﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﻭﺣﺰﻧﻪ ﺇﻟﻰ

ﻓﺮﺡ ﻋﻨﺪ ﻇﻔﺮﻩ ﺑﺸﻬﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺩﻟﻴﻞﻋﻠﻰ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ

ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﺑﺴﻮﺀ ﻋﺎﻗﺒﺘﻬﺎ ﻭﻋﻈﻢ ﺧﻄﺮﻫﺎ ، ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﺑﻘﺪﺭ

ﻣﻦ ﻋﺼﺎﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ .ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ، ﻓﻠﻴﺘﻬﻢ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ، ﻭﻟﺒﻴﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺕ ﻗﻠﺒﻪ

، ﻭﻟﻴﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﻓﻲ ﺭﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ .

ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ الثالثــــة: ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍلا‌ﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻧﺐ:

ﻓﺈﻥ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ولا‌ ﺑﺪ ﺇﻟﻰ الإﺻﺮﺍﺭ ، ﻭالإ‌ﺻﺮﺍﺭ

ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔﺫﻧﺐ ﻋﻈﻴﻢ ، ﻟﻌﻠﻪ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﺐ الأ‌ﻭﻝ ﺑﻜﺜﻴﺮ .

ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﻴﻞ: ﻻ‌ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻊ الإﺻﺮﺍﺭ ، ﻭﻼ‌ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻊ الا‌ﺳﺘﻐﻔﺎﺭ .

ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ الــرابعــــة:

ﻣﺮﺗﺒﺔﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﻭﺇﺷﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ:

ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ، ﻭﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﺘﻮﻋﺪﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﺎﺓ ، ﻛﻤﺎ

ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ

ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ:

( ﻛﻞ ﺃﻣﺘﻲ ﻣﻌﺎﻓﻰ ﺇﻼ‌ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﻳﻦ ) .

ﻛﻴﻒ ﻳﺠﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ؟؟ ،

ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻴﻘﻦ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﺏ ﺟﻞ ﺟﻼ‌ﻟه ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﻋﺮﺷﻪ ﺇﻟﻴﻪ ،

ﻓﺈﻥ ﺁﻣﻦ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻭﺃﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﻓﻬﻮﻗﻠﺔ ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ .

ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻃﻼ‌ﻋﻪ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻓﺬﻟﻚ ﻛﻔﺮ ، ﻭﺍﻧﺴﻼ‌ﺥ

ﻣﻦ ﺍﻺ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ .

ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮ ﺩﺍﺋﺮ ﺑﻴﻦ أ‌ﻣﺮﻳﻦ :

ﺑﻴﻦ ﻗﻠﺔ الحياء

ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭالإ‌ﻧﺴﻼ‌ﺥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻴﺎﺫﺍً ﺑﺎﻟﻠﻪ

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق