بسم الله الرحمن الرحيم
(...ـ436هـ/...ـ1044م)
(...ـ436هـ/...ـ1044م)
أبو غالب، تمّام بن غالب بن عمر، عالم لغوي أندلسي، ولد بقرطبة وعاش بمُرسية، عُرف بابن التيّاني، ترجم له ابن خلكان (ت 681هـ) وجعله: التياني من دون (ابن)، وكذلك لسان الدين بن الخطيب في «الإحاطة»، وعلل بعضهم هذه التسمية لبيعه التين وكانت مرسية مشهورة بكثرة التين، ودعاه ياقوت(ت 626هـ) في «معجم البلدان» والسيوطي (ت 911هـ) في «بغية الوعاة» ابن التيّان.
أخذ ابن التياني اللغة عن أبيه غالب بن عمر وعن أبي بكر الزبيدي وشيوخ آخرين، وقد شهد له الحميدي (ت488هـ) في كتابه «جذوة المقتبس» بالتقدم في اللغة والورع فقال: «كان إماماً في اللغة، ثقة في إيرادها، دَيّناً ورعاً». وقال فيه ابن حيّان الأندلسي (ت 469هـ) في كتابه «المقتبس»: «كان أبو غالب هذا مقدّماً في علم اللسان أجمعه، مسلمة له اللغة، شارعاً مع ذلك في أفانين المعرفة».
ثمة خبر يبيّن ما عرف به ابن التيان من حرص على إيراد الحقائق وعدم خضوعه لإغراء المال، فذكروا أن مولى المنصور بن أبي عامر أبا الجيش مجاهد بن عبد الله العامري (ت 436هـ) صاحب دانية والجزائر الشرقية، وكان باذلاً للرغائب في استمالة الأدباء، أرسل إلى أبي غالب، أيام غلبته على مدينة مرسية، ألف دينار أندلسية، على أن يزيد في مقدمة كتابه «تلقيح العين» عبارة: «ممّا ألفه تمام بن غالب لأبي الجيش مجاهد» فأبى ذلك وردّ الدنانير وقال: «والله لو بذل لي ملء الدنيا ما فعلت، ولا استجزت الكذب، لأني لم أجمعه له خاصة، لكن لكل طالب» وقد علّق ابن الفَرَضي(ت 403هـ) على هذا الخبر بقوله: «فأعجب لهمة هذا الرئيس وعلوّها، وأعجب لنفس هذا العالم ونزاهتها».
لابن التياني كتاب في اللغة سماه «الموعب في اللغة» أثنى عليه العلماء، وجعله ابن حزم أحسن تأليف وضع في علوم اللغة وأوفرها مادة وأصحها نصوصاً، وله كتاب آخر في علوم اللغة سماه «تلقيح العين» قال فيه ابن حيّان الأندلسي: «له كتاب جامع في اللغة سماه تلقيح العين، جمّ الإفادة».
توفي بمدينة المرية.
الموسوعة العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق