بسم الله الرحمن الرحيم
التونسي (محمد بن عمر ـ)
التونسي (محمد بن عمر ـ)
(1204ـ1274هـ/1789ـ1857م)
محمد بن عمر بن سليمان التونسي، كاتب عربي وعالم لغوي، ولد في تونس ثم رحل مع أسرته إلى القاهرة حيث انتخب والده نقيباً لرواق المغاربة في الأزهر ودرّس فيه. وفي عام 1211هـ/1796م رحل أبوه إلى السودان تلبية لدعوة من أخيه غير الشقيق محمد رزّوق، وذلك بعد موت أبيه سليمان الذي كان ترك أسرته في تونس واستقر في سنار في السودان.
ويبدو أن عمر لقي إكراماً في السودان فلم يعد بعد ذلك إلى أسرته في القاهرة، وكان محمد طفلاً في السابعة فجاور في الأزهر ثم استطاع أن يختم القرآن، وعندما نضب معينه من المال شد الرحال إلى السودان عام 1218هـ لينضم إلى أبيه، وكان أبوه قد وفق في السودان وعلا نجمه وتزوج وأنجب مرة ثانية.
وفي دارفور رحّب الحاكم بمحمد وسمح لأبيه بالذهاب لرؤية أسرته، فترك الأب أملاكه في يد ابنه محمد وذهب إلى أواداي (Ouaday) جنوبي الخرطوم فقد كان يصبو لمنصب رفيع في حاشية سلطانها، وبعث يستدعي ابنه محمداً، فلم يأت فترك أبوه البلد بسبب الحرب الناشبة بين دارفور وأواداي ورحل إلى تونس.
وأقام محمد في دارفور سبع سنوات، عرف في أثنائها البلاد وأهلها معرفة تامّة، واستطاع أن يكون سفير حاكمها لدى حاكم سابون في أواداي، ثم انتقل إليه بعد أن لقي ترحيباً منه، ولكن الحاكم ما لبث أن جفاه إثر وشاية نميت إليه، فغادر محمد أواداي وكان قد لبث فيها ثمانية عشر شهراً، ولحق بقافلة إلى فزّان ثم تابع رحلته إلى طرابلس حتى وصل إلى تونس نحو عام 1228هـ/1813م، ولكنه لم يقم فيها طويلاً إذ عاد إلى القاهرة، والتحق بحملة إبراهيم باشا إلى المورة جنوبي اليونان واعظاً لفرقة مشاةٍ فيها.
ولما عاد إلى القاهرة اشتغل في تنقيح الكتب الطبيّة المترجمة إلى العربية ولاسيما المتصلة منها بعلم الأقراباذين (وهو علم دساتير الأدوية وتراكيبها) التي تدرّس في كلية الطب البيطري التي أنشأها محمد علي في أبي زعبل، وكانت مقدرته سبباً في تعيينه كبيراً للمراجعين، وكانت ترجمت في أيامه كتب كثيرة في الكيمياء والنبات والطب البشري والبيطري، فكان ينقّح لغتها ويأتي لمصطلحاتها بألفاظ مناسبة فصيحة.
وكان إلى هذا عكف على طبع كتب التراث بعد تصحيحها مثل «مقامات الحريري» و«المستطرف في كل فن مستظرف» للأبشيهي، كما انتخب للإشراف على طبع نسخة من «القاموس المحيط» للفيروز آبادي فنقّح نسخة كلكتة المطبوعة عام 1230-1817 بعد مراجعتها على سبع نسخ مخطوطة أو ثمان من هذا القاموس. كما ألّف كتاب «الدر اللامع في النبات وما فيه من الخواص والمنافع» وكتاب «الشذور الذهبية في الألفاظ الطبيّة».
وفي أواخر حياته درّس الحديث بمسجد السيدة زينب. أما مشاهداته في البلاد التي أقام فيها في السودان فقد سجلّها في مجلدين كبيرين، نقلهما بيرون، كبير الأطباء في المستشفى الذي أقامه محمد علي، إلى الفرنسية. ونشر منهما بالنص العربي الرحلة إلى دارفور بعنوان «تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان». أمَّا الكتاب الثاني فقد ضاعت نسخته العربية، وقد نشر بالفرنسية بعنوان «الرحلة إلى أواداي» Voyage au Ouaday. ويتمِّم الكتابان أحدهما الآخر في الحديث عن السودان، وفيهما معلومات وافية عن بعض النواحي في بلاد السودان، مع ما أخذ على الكتاب الأول من الاستطراد والافتقار إلى الترتيب وعدم تتبع منهج مألوف للتأليف، ونقل الأخبار المتعلقة بالسحر وكأنها معلومات مسلّم بها، وعدم ذكر أمور صحيحة دقيقة عن الأحوال الجغرافية والطبوغرافية والإحصائية، فإن الكتاب مصدر هام يبين الأحوال الاجتماعية والثقافية والسياسية لبلاد السودان في المدة التي سكن فيها التونسي، كما أن في الكتاب ترجمة وافية لسيرة الكاتب كتبها عن أحواله وأحوال أسرته.
ويبدو أن عمر لقي إكراماً في السودان فلم يعد بعد ذلك إلى أسرته في القاهرة، وكان محمد طفلاً في السابعة فجاور في الأزهر ثم استطاع أن يختم القرآن، وعندما نضب معينه من المال شد الرحال إلى السودان عام 1218هـ لينضم إلى أبيه، وكان أبوه قد وفق في السودان وعلا نجمه وتزوج وأنجب مرة ثانية.
وفي دارفور رحّب الحاكم بمحمد وسمح لأبيه بالذهاب لرؤية أسرته، فترك الأب أملاكه في يد ابنه محمد وذهب إلى أواداي (Ouaday) جنوبي الخرطوم فقد كان يصبو لمنصب رفيع في حاشية سلطانها، وبعث يستدعي ابنه محمداً، فلم يأت فترك أبوه البلد بسبب الحرب الناشبة بين دارفور وأواداي ورحل إلى تونس.
وأقام محمد في دارفور سبع سنوات، عرف في أثنائها البلاد وأهلها معرفة تامّة، واستطاع أن يكون سفير حاكمها لدى حاكم سابون في أواداي، ثم انتقل إليه بعد أن لقي ترحيباً منه، ولكن الحاكم ما لبث أن جفاه إثر وشاية نميت إليه، فغادر محمد أواداي وكان قد لبث فيها ثمانية عشر شهراً، ولحق بقافلة إلى فزّان ثم تابع رحلته إلى طرابلس حتى وصل إلى تونس نحو عام 1228هـ/1813م، ولكنه لم يقم فيها طويلاً إذ عاد إلى القاهرة، والتحق بحملة إبراهيم باشا إلى المورة جنوبي اليونان واعظاً لفرقة مشاةٍ فيها.
ولما عاد إلى القاهرة اشتغل في تنقيح الكتب الطبيّة المترجمة إلى العربية ولاسيما المتصلة منها بعلم الأقراباذين (وهو علم دساتير الأدوية وتراكيبها) التي تدرّس في كلية الطب البيطري التي أنشأها محمد علي في أبي زعبل، وكانت مقدرته سبباً في تعيينه كبيراً للمراجعين، وكانت ترجمت في أيامه كتب كثيرة في الكيمياء والنبات والطب البشري والبيطري، فكان ينقّح لغتها ويأتي لمصطلحاتها بألفاظ مناسبة فصيحة.
وكان إلى هذا عكف على طبع كتب التراث بعد تصحيحها مثل «مقامات الحريري» و«المستطرف في كل فن مستظرف» للأبشيهي، كما انتخب للإشراف على طبع نسخة من «القاموس المحيط» للفيروز آبادي فنقّح نسخة كلكتة المطبوعة عام 1230-1817 بعد مراجعتها على سبع نسخ مخطوطة أو ثمان من هذا القاموس. كما ألّف كتاب «الدر اللامع في النبات وما فيه من الخواص والمنافع» وكتاب «الشذور الذهبية في الألفاظ الطبيّة».
وفي أواخر حياته درّس الحديث بمسجد السيدة زينب. أما مشاهداته في البلاد التي أقام فيها في السودان فقد سجلّها في مجلدين كبيرين، نقلهما بيرون، كبير الأطباء في المستشفى الذي أقامه محمد علي، إلى الفرنسية. ونشر منهما بالنص العربي الرحلة إلى دارفور بعنوان «تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان». أمَّا الكتاب الثاني فقد ضاعت نسخته العربية، وقد نشر بالفرنسية بعنوان «الرحلة إلى أواداي» Voyage au Ouaday. ويتمِّم الكتابان أحدهما الآخر في الحديث عن السودان، وفيهما معلومات وافية عن بعض النواحي في بلاد السودان، مع ما أخذ على الكتاب الأول من الاستطراد والافتقار إلى الترتيب وعدم تتبع منهج مألوف للتأليف، ونقل الأخبار المتعلقة بالسحر وكأنها معلومات مسلّم بها، وعدم ذكر أمور صحيحة دقيقة عن الأحوال الجغرافية والطبوغرافية والإحصائية، فإن الكتاب مصدر هام يبين الأحوال الاجتماعية والثقافية والسياسية لبلاد السودان في المدة التي سكن فيها التونسي، كما أن في الكتاب ترجمة وافية لسيرة الكاتب كتبها عن أحواله وأحوال أسرته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق