بسم الله الرحمن الرحيم
من نعم الله علينا في هذا القرن , أن يسر الله لنا سبل العلم , فأنت تتعلم وأنت في بيتك , ومكتبك , وسيارتك ... فالحاسب والجوال والتلفاز , وكل سبل الراحة لم تكن متواجدة في القرون السابقة , ومع هذا لم تخر عزائم طلاب العلم , فكانوا يشدون الرحال , ويمتطون الرمال ؛ لكي يتعلموا , ويعلمون البشر .
وقد رفع الله أصحاب العلم وأهله , فقال عز وجل (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) , بل لا مساواة بين المتعلم والأمي , والدليل قوله تعالي : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) .
والعلم أصبح من ضروريات الحياة , والإنسان المسلم في سبيل الله مادامه في العلم والتعلم , وقيل ( اطلب العلم من المهد إلى اللحد ) أي .. لا نوم ولا لعب ولاكسل .. الحياة .. علم ٌوطاعة .
وأول ما نزل على النبي محمد – صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنسان مَا لَمْ يَعْلَمْ (5 )) , وهذا البرهان الواضح والقاطع بأننا أمة أقراء , التي أصبحت لا تقراء !
أخي لن تحصل على العلم إلا بأمور , لخصها لنا الشافعي – رحمه الله – في بيتين , قال فيهما :
أخي لن تنال العلم إلا بستة ,,,, سأنبيك عن تفصيلها ببيانِ
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة ,,,, وإرشاد شيخ وطول زمانِ
نحن في مضمار السباق , وخيرنا من سبق ونال القصب( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ )
الراقد والكسول والخامل , يتمنون الأماني , ويسبحون في أحلامهم الواهنة , وبعد يريدون أن يصبحوا من أهل العلم !! وهذا ما تمليه عليهم شياطينهم من الجنة والناس .
وللعلم مهرٌ , لا يدفعه إلا متفانٍ في طلب العلم .
إذاً , فلنعقد العزم إخواني الكرام أخواتي , ولنشرب من أنهارالعلم العذبه , ولنرأس العالم بعلمنا وثقافتنا وديننا , فوالله وبالله وتالله , نحن لا شيء ؛ إذا لم نتعلم علم يرضي الله وينفعنا .
بتصرف
الثلاثاء، 21 أغسطس 2012
الحياة .. علمٌ وطاعة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق