إنه الصحابي الجليل أبو دجانة الأنصاري، واسمه سِمَاك
بن أوس بن خرشة،
أسلم وآمن بالله ورسوله وقد آخى الرسول بينه
وبين عتبة بن غزوان،
وكان
شديد الحب لله ولرسوله كثير العبادة، اشترك في
غزوة بدر
وحضر المعارك مع رسول الله وأبلى فيها بلاء
حسنًا.
وعن انس بن مالك :
)أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أخذ
سيفًا يومَ أحدٍ فقال :
من
يأخذُ مني هذا ؟
فبسطوا أيديَهم . كلُّ
إنسانٍ منهم يقول : أنا ، أنا
قال
: فمن يأخذُه بحقِّه ؟
قال
: فأحجمَ القومُ .
فقال سماكُ بنُ خرشةَ ، أبو دجانةَ : أنا آخذُه
بحقِّه
قال
: فأخذَه ففلقَ بهِ هامَ المشركين
)
مسلم
وأخذ أبو دجانة عصابته الحمراء وتعصب بها،
فقال الأنصار من قومه : أخرج أبو دجانة عصابة الموت،
ثم نزل ساحة المعركة،
وهو ينشد :
أَنَا الذي عَاهَدَنِي خَلِيــلِي وَنَحْنُ
بِالسَّفْحِ لَدَى النَّخِيــلِ
أَنْ لا أُقِيمَ الدَّهرَ في الكبُولِ أَضــْرِبُ
بِسَيْفِ اللَّهِ وَالرَّسُولِ
وأخذ يقتل المشركين، ويفلق رءوسهم بسيف الرسول
حتى بدأ النصر يلوح للمسلمين، فلما ترك الرماة
أماكنهم،
وانشغلوا بجمع الغنائم،
عاود المشركون هجومهم مرة أخرى،
ففر
كثير من المسلمين، وثبت بعضهم يقاتل حول رسول الله
منهم أبو دجانة الذي كان يدفع السهام عن رسول الله
بعدما رأى كتائب
المشركين تريد الوصول إليه، فتصدى لهم بكل ما أوتى من
قوة؛
أملا
في الحصول على الشهادة.
ومات الرسول وهو راض عنه، فواصل
جهاده مع خليفته أبي بكر الصديق،
وشارك في حروب الردة، وكان في مقدمة جيش المسلمين
الذاهب إلى
اليمامة لمحاربة مدعى النبوة مسيلمة الكذاب وقومه بني
حنيفة،
وقاتل قتال الأسد حتى انكشف المرتدون، وفروا إلى
حديقة مسيلمة،
واختفوا خلف أسوارها وحصونها المنيعة، فألقى المسلمون
بأنفسهم
داخل
الحديقة وفي مقدمتهم أبو دجانة، ففتح الحصن، وحمى
القتال،
فكسرت
قدمه، ولكنه لم يهتم، وواصل جهاده حتى امتلأ جسده بالجراح،
فسقط شهيدًا على أرض المعركة، وانتصر المسلمون،
وفرحوا بنصر الله،
وشكروا
لأبي دجانة صنيعه من تضحية وجهاد لإعلاء كلمة
الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق