- العلم
:
العلم أحد أسباب علو الهمة، فهو يرشد من طلبه إلى
مصالحه،
ويدفعه إلى العمل، ويعرفه بآفات الطريق ومخاطره،
ويورث صاحبه فقها بالأولويات ويعرفه بمراتب
الأعمال.
وكلما
ازداد الإنسان من العلم النافع علت همته، وازداد عمله؛
ونماذج العلماء الصادقين الذين علت هممهم أكبر برهان
على ذلك.
2-
الدعاء:
وهو سلاح المؤمن الذي يلجأ إليه إذا فترت الهمة وضعفت
العزيمة،
فعلى المسلم ألا يغفل هذا الباب فهو من أعظم الأسباب
لتحصيل الهمة العالية،
والعاجز من عجز عن الدعاء.
3- تذكر اليوم
الآخر:
فلا شك أن تذكر الموت، وفتنة القبر، وأهوال القيامة،
يبعث في القلب الهمة ويوقظه من غفلته، وتبعثه من
رقدته؛
وتدبر قوله عز وجل :
{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }
وكان
صلى الله عليه وسلم يذكر أصحابه بالجنة والنار،
فالحث على العمل وبعث الهمم يكون بالتذكير باليوم
الآخر والجنة والنار.
4- طبيعة
الإنسان:
من الناس من جبل على علو الهمة، فلا يرضى بالدون، ولا
يقنع بالقليل،
ولا يلتفت إلى الصغائر.
ولهذا قيل: ذو الهمة إن حط فنفسه تأبى إلا علوًّا،
كالشعلة في النار يصوبها صاحبها وتأبى إلا ارتفاعًا
.
قال عمر بن عبد
العزيز:
[ إنَّ لي نفسًا تواقة؛ لم تزل تتوق إلى الإمارة،
فلما نلتها تاقت إلى الخلافة، فلما نلتها تاقت إلى
الجنة ]
5- أثر الوالدين، ودورهما في
التربية الصحيحة:
فأثر الوالدين في التربية عظيم، ودورهما في إعلاء همم
الأولاد خطير وجسيم؛
فإذا كان الوالدان قدوة في الخير، وحرصا على تربية
الأولاد،
واجتهدا في تنشئتهم على كريم الخلال وحميد الخصال،
مع تجنيبهم ما ينافي ذلك من مساوئ الأخلاق ومرذول
الأعمال –
فإن لذلك أثرًا عظيمًا في نفوس الأولاد؛ لأن الأولاد
سيشبون – بإذن الله
متعشقين للبطولة، محبين
لمعالي الأمور، متصفين بمكارم الأخلاق،
مبغضين لسفساف الأمور، نافرين عن مساوئ
الأخلاق.
6- النشأة في مجتمع مليء
بالقمم:
فمن بواعث الهمة، أن ينشأ الصغير في مجتمع تكثر فيه
النماذج المشرقة
من الأبطال المجاهدين، والعلماء العاملين؛ والتي تمثل
القدوة،
فهذا
مما يحرك همته؛ كي يقتدي بهم، ويسير على طريقهم،
ومن لم يتهيأ له ذلك فليتحول عن البيئة المثبطة،
الداعية إلى الكسل
والخمول وإيثار الدون.
7- وجود المربين الأفذاذ،
والمعلمين القدوات:
الذين يستحضرون عظم المسؤولية، ويستشعرون ضخامة
الأمانة،
والذين يتسمون ببعد النظرة، وعلو الهمة، وسعة الأفق
وحسن الخلق،
والذين يتحلون بالحلم والعلم، والصبر والشَّجَاعَة،
وكرم النفس والسماحة.
8- مصاحبة أصحاب الهمم ومطالعة
سيرهم:
فلا شك أنَّ الصحبة لها تأثير كبير، لذا من أراد
تحصيل الهمة العالية
فليصحب أصحاب الهمم العالية، فإنه يستفيد من أفعالهم
قبل أقوالهم،
ومن لم يوفق لصحبة هؤلاء فليكثر من مطالعة سيرهم،
وقراءة أخبارهم
فإن
ذلك مما يبعث الهمة، ويدعو إلى علوها.
يقول ابن الجوزي:
[ فسبيل طالب الكمال في طلب العلم الاطلاع على
الكتب،
التي قد تخلفت من المصنفات، فليكثر من المطالعة؛ فإنه
يرى من علوم القوم،
وعلو هممهم ما يشحذ خاطره، ويحرك عزيمته للجد،
وما يخلو كتاب من فائدة...
فالله الله وعليكم بملاحظة سير السلف، ومطالعة
تصانيفهم وأخبارهم،
فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم
]
إلى أن
قال:
[ فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم، وقدر
هممهم،
وحفظهم وعباداتهم، وغرائب علومهم: ما لا يعرفه من لم
يطالع،
فصرت
أستزري ما الناس فيه، وأحتقر همم الطلاب
]
9- استشعار
المسؤولية:
وذلك بأن يستشعر الإنسان مسؤوليته، ويعمل ما في وسعه
ومقدوره،
ويحذر كل الحذر من التهرب من المسؤولية، والإلقاء
باللائمة
والتبعة على غيره؛ ذلك أن المسؤولية في الإسلام عامة،
تشمل كل فرد من المسلمين؛ فهم جميعًا داخلون في عموم
قوله
صلى الله عليه وسلم:
( كلكم راع وكلم مسؤول عن رعيته )
فالمسؤولية مشتركة، كل امرئ بحسبه، هذا بتعليمه
وكلامه،
وهذا بوعظه وإرشاده، وهذا بقوته وماله،
وهذا بجاهه وتوجيهه إلى السبيل النافع
وهكذا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق