من
أين جاءت كلمة مجلدات؟ أو تجليد الكتب؟ وهل الأمر على علاقة فقط بتغليف الكتب بجلد
الحيوانات؟
ربما تزيد أحدث الاكتشافات من قبل
جامعة هارفارد من وتيرة جدل اللسانيين والمهتمين بالأدب وعادات البشر منذ غابر
العصور.
فقد خلص خبراء من جامعة هارفارد إلى
أنّ النسخة الأصلية من كتاب "أقدار الروح" للكاتب الفرنسي أرسين هوسيه،
وبنسبة 99% تم تغليفه بمواد مستخلصة من البشر على الأغلب جلده.
ووفقا لمكتبة الجامعة الشهيرة فإنّ
هوسيه عرض نصّ الكتاب الذي يصفه بكونه "تأملا
حول الروح والحياة بعد الموت" إلى واحد من أصدقائه الذين يعشقون المطالعة،
وهو طبيب/ وذلك في ثمانينيات القرن التاسع عشر.
ووفقا للمكتبة فإنّ الطبيب ويدعى
لودوفيك بولاند غلّف الكتاب "بجلد من جثة مريضة عقلية توفيت إثر أزمة
قلبية." وترك بولاند ملاحظة على الكتاب يشرح فيها قراره بالقول "كتاب
حول روح الإنسان يستحق غلافا بشريا ."
ورغم أن الفكرة تبدو غريبة في أيامنا
هذه، إلا أنّ المكتبة تؤكد أنها لم تكن أمرا غير اعتيادي أو غير مألوف
"فعبارة Anthropodermic bibliopegy وهي تعني
تغليف الكتب بجلد البشر كانت دارجة مثل الظاهرة ابتداء من القرن السادس عشر.
فاعترافات المجرمين كان يتم وشمها في بعض المناسبات على جلودهم. كما أنّه كان هناك
أشخاص يطلبون أن يتم تخليدهم لعائلاتهم أو أحبائهم في شكل كتاب ."
وأشار بولاند في مذكرته إلى كتاب آخر
من مجموعته، هو كتاب سيفيرين بينو "De integritatis &
corruptionis virginum notis" والذي تم تغليفه بنفس
الأسلوب. ويوجد هذا الكتاب، الذي يعود إلى القرن السابع عشر، في مكتبة بلندن وتم
تغطية الجلد بمادة السماق.
وقالت جامعة هارفارد إنّها أجرت بحوثا
حول ثلاثة كتب قيل إنه تم تغليفها بجلد البشر، لكنها خلصت إلى أن كتاب هوسيه هو
الذي كان كذلك، أما الكتابان الآخران فتم تغليفهما بجلد الأغنام.
واعتمد العلماء على اختبار البروتين
في تحديد كون الكتاب تم فعلا تغليفه من جلد بشري وليس من نوع آخر. بقي فقط أنّ
نسبة الواحد بالمائة من الشكّ تتعلق بما إذا كان الجلد يعود لنوع آخر قريب من
البشر مثل الأنواع المتطورة من القردة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق