1- فِرَاسَة تحسين الألفاظ :
وهو جزء من الفِرَاسَة اعتنى به العلماء وغيرهم، ومن
أمثلته:
أنَّ الرَّشيد رأى في داره حزمة
خَيْزُران،
فقال
لوزيره الفضل بن الرَّبيع: ما هذه ؟
قال:
عروق الرماح يا أمير المؤمنين،
ولم
يقل الخَيْزُران لموافقته لاسم أمِّه.
ونظير هذا أنَّ بعض الخلفاء سأل ولده -وفي يده
مِسْوَاك- ما جَمْع هذا ؟
قال:
ضدُّ محاسنك، يا أمير المؤمنين.
خشية
أن يقول مساويك.
وخرج عمر رضي الله عنه يَعُسُّ المدينة
باللَّيل،
فرأى
نارًا موقدةً في خِبَاء، فوقف، وقال:
يا أهل
الضَّوء. وكَرِه أن يقول يا أهل النَّار
قيل للعبَّاس بن عبد المطَّلب: أيُّما أكبر، أنت أم
النَّبي صلى الله عليه وسلم ؟
فقال: هو أكبر منِّي، وأنا وُلدت قبله
2- التَّأمُّل والنَّظر في
عواقب الأمور ومآلاتها،
سواءً
في الفعل أو التَّرك، وهو أعظم مقصود في هذا
الباب.
3- ومنها توسُّم المعلِّم في
طلَّابه لمعرفة قدراتهم الذِّهنيَّة
والعلميَّة،
ليعطي
كلَّ شخص من الاهتمام بحسبه، قال الماوردي:
[ ينبغي أن يكون للعالم فِرَاسَة يتوسَّم بها
المتعلِّم، ليعرف مَبْلغ طاقته،
وقَدْر
استحقاقه، ليعطيه ما يتحمَّله بذكائه، أو يَضْعُف عنه
ببلادته،
فإنَّه
أروح للعالم، وأنجح للمتعلِّم ]
4- من
الفِرَاسَة: معرفة حِيَل المجرمين،
وطرائقهم،
ودسائسهم في تدمير عقائد
النَّاس وأخلاقهم.
5- ومن صُوَرها: فِرَاسَة
القاضي في الخُصُوم، قال ابن
فَرْحُون:
[
يُسْتَحبُّ للقاضي أن يستعمل الفِرَاسَة، ويراقب أحوال
الخِصْمَين
عند
الإدلاء بالحجج ودعوى الحقوق، فإنْ توسَّم في أحد الخِصْمَين
أنَّه أبْطَن شُبْهة، فليتلطَّف في الكشف والفحص عن
حقيقة ما توهَّم فيه ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق