من أكثر الأمور أهمية فيما يتعلق بالتعامل مع الأبناء تحقيق العدل بينهم ،
لما في ذلك من زيادة المحبة بين الإخوة و تعميق الصلة بينهم ، و إشاعة
جو التآلف و التعاضد في الأسرة ، و حتى يكون ذلك ساريًا يجب الوقوف
عند ثلاثة أركان رئيسة، هي:
1- المساواة.
2- عدم المقارنة.
3- سن القوانين و الأعراف الأسرية.
المساواة :
و أقصد بها المساواة الدقيقة ، و بالذات على وجبة الطعام ؛ لأنها مكان
الاجتماع ، مساواة فيما يخص الطعام ، و مساواة في توزيع الكلام ،
مساواة في توزيع الانتباه و الاهتمام ، مساواة في توزيع النظرات
و الضحك و المداعبات ، كل هذا بقدر الإمكان ، لذا يجب أن يحرص الأب
أن يسعى إلى تحقيق العدالة في هذا الجانب ، كذلك المساواة في الهدايا
و العطايا و المساواة باتخاذ القرارات من خلال استشارة الجميع بدون
استثناء و أخذ القرارات بالأغلبية فيما يخصهم.
و هناك المساواة بالمشاركة باللعب و المساواة في كلمات المحبة
( يا حبيبي- يا عمري ) المساواة في حركات المحبة كالضم و التقبيل
و الربت على الكتف و ملاعبة الشعر.
و هناك جانب مهم جدًا ، وهو :
المساواة في الإصغاء و الاستماع ، تعرفون الأبناء يتفاوتون في الجرأة
و الخجل ، و ليس كل واحد منهم يبادر بالحديث ، و يستأثر بأذن والديه
و اهتمامه ، و منهم من تزيد متعة الاستماع إليه و منهم من تقل، لضبط
هذا الجانب الصعب و لتلبية حاجة الأبناء إلى الاستماع إليهم و الاهتمام
بهم و التعبير عن أفكارهم ، لتلبية كل ذلك بمساواة بين الأبناء يحسن
تخصيص وقت للأحاديث الخاصة ، فعلى سبيل المثال يمكن تخصيص ربع
ساعة لكل ابن ما بين مدة و أخرى كل ثلاثة أيام أو كل نهاية أسبوع مثلًا.
و كلما زادت مدة هذا اللقاء ، لقاء الأحاديث الخاصة و تقاربت أيامها كلما
كان ذلك أفضل ، كما يمكن أن يفضي أحد الطرفين خلال هذه الربع ساعة
عن أسرار خاصة ، أو المشاركة في لعبة ما ، و لا يستثنى
من هذه الطريقة الصغار.
هذه الطريقة في الاستماع على جانب كبير من الأهمية،
إذ من الضروري أن
يشعر الأبناء بأن هناك وقتًا مخصصًا لكل منهم تحترم فيه خصوصيتهم
و لاشك أن كلًا من الأب أو الأم سيجدون الثمار واضحة على نفسية
أبنائكم عندما يقومون بتنفيذ هذه الفكرة - بإذن الله- كذلك سيؤثر ذلك
على علاقتهم بهم و فهمهم لهم ، كما ستقل الخلافات و المشاجرات التي
يستجدي بها الأبناء اهتمام الأهل، حتى ثرثرة الأبناء و كثرة كلامهم للفت
النظر وجلب الاهتمام ستقل أيضًا.و إضافة إلى كل هذا سيستمتع الأبوان
بالنظر إلى ثقة أبنائهم بأنفسهم تنمو و تقوى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق