كان
الفَتْحُ الإسْلَامِيُّ للأنَدلُس رحمة وخير من الله
،
وخصوصاً
على الفقراء والأقليات ومنهم اليهود ،
عاملهم
الحكم الإسلامي بتسامح واحسان ، وحتى الرقيق
شملتهم
المعاملة الحسنة
والرحيمة .
الفَتْحُ
الإسْلَامِيُّ للأنَدلُس قضى على الحكم القوطي ،
الذي
كان يمارس الاضطهاد والتعسف ،
وقضى
على العنصرية والاضطهاد، وساوَى بين الطبقات المختلفة
فارتاح
السكان إلى الحكم الإسلامي الذي تميز بالعدل
والإنصاف.
فمنحهم
المسلمين حقوقهم المدنية ومنها حق ملكية الأرض وزراعتها
،
بعدما كان القوط
يمنعونهم ذلك ، وأصبحوا يأمنون على
أرواحهم
وأموالهم ويمارسون
الحرية الدينية والملكية ويزاولون التجارة ،
فأقبل
الكثير منهم على اعتناق الإسلام وتعلّم اللغة
العربية.
ويشيد
المؤرخ توماس أرنولد في كتابه " الدعوة إلى الإسلام
"
بتسامح العرب المسلمين
الذي ساعد على توطيد الحكم العربي الإسلامي
،
ونشرالحضارة العربية
التي انتقلت إلى ممالك أوروبا ،
ولم
يستفد قطر من أقطار الغرب ما استفادته إسبانيا من العرب
،
ولما غادروها فقدت
صناعتها وزراعتها وعلومها،
وأصبحت
بعد فترة من خروج العرب أحط بلاد الغرب
.
ويقول ستانلي لا
نبول
إن فضل مسلمي الأندلس
يتجلّى في همجية الإسبان
وتأخرهم
، بعد أن خلت أرضهم من الإسلام .
من
الشواهد التاريخية للمسلمين في الإندلس
:
*
أرسل الملك فيليب البافاري إلى الخليفة هشام الأول،
يسأله
السماح له بإيفاد هيئة تشرف على أحوال الإندلس
ودراسة
نظمها وثقافتها، حتى يتمكنوا من اقتباس ما يفيد بلادهم.
وقد
وافق الخليفة على هذا الطلب.
*
أرسل ملك إنكلترا "جورج الثاني" الأميرة "دوبانت" ابنة
أخيه
على رأس بعثة من 18 فتاة
من بنات الأمراء والأعيان إلى إشبيلية،
وكذلك
فعلت فرنسا وإيطاليا وغيرها من الدول الأوربية
،
وفود وبعثات فملأتِ هذه
الوفود والبعثات معاهد غرناطة
وإشبيلية
وغيرها واقتبست من الحضارة الإسلامية العلوم
والآداب
والصناعة وغيرها.
*
طلبت دول أوروبية كثيرة ، الأساتذة والخبراء
المسلمين
لتأسيس المدارس والمصانع
في بلدانها ، فقامت في بلدانهم
علوم
الطب والصيدلة والجبر والفلك والكيمياء والجغرافيا
على
أسس قوية ومتينة ، واستنسخوا التجربة
والخبرة
الأندلسية الإسلامية
التي كانت تمد أوربا
بشتى
أنواع المنتجات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق