احذروا التحاسد
نظرت في أدواء القلوب ، فوجدت أن الحسد من أعظمها ،
بل هو سبب في كثير من أمراض القلب ، التي تبعد القلب عن الخير ، لأنه
يشكل حجابًا كثيفًا يحجب صاحبه عن رؤية الحق ، ويصرفه إلى تمني زوال
النعمة عن أصحاب النعم ، وحسبك بذلك شرًا ودناءة ؛ ولذلك يقول النبي
صلى الله عليه وسلم :
( لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا ).
إنه داء الأمم ... هكذا سماه النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فالحسد داء قلبي
خطير ، ما انتشر في مجتمع إلا كان سببًا في هلاك أهله ، بل هو سبب
في إهلاك الحاسد إلا أن يتوب ، وقد لا يضر المحسود شيئًا .
واعلم - رحمني الله وإياك - أن الحسد خلق ذميم ، مع إضراره بالبدن
وإفساده للدين ، حتى لقد أمر الله بالاستعاذة من شره
فقال تعالى :
{ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }
[ سورة الفلق : 5 ] ؛
وناهيك بحال ذلك شرًّا .
وغالبًا ما يتولد الحسد من الحقد ، والحقد ناتج عن الغضب ، وقد أحس
الناس منذ القديم - حتى في جاهليتهم - أن الحقد صنعة الطبقات الدنيا من
البشر ، وأن ذوي المروءات يتنزهون عنه ... قال عنترة :
لا يحمل الحقد من تعلوا به الرتب ... ولا ينال العلا من طبعه الغضب
وقال آخر :
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعًا ... يُرمى بصخرٍ فيلقي خير أثمار
الجمعة، 29 يناير 2021
احذروا التحاسد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق