ما الإيمان ؟؟
*عن أبي أمامة ، قال : قال رجل : *
*يا رسول الله، ما الإيمان ؟ قال : *
*" إذا سرتك حسنتك، وساءتك سيئتك فأنت مؤمن ".
فقال : يا رسول الله، فما الإثم ؟ قال :
" إذا حاك في صدرك شيء فدعه ".*
*رواه أحمد*
═════════════
*شرح الحديث:*
*الإيمانُ باللهِ تعالى من أَعْظَمِ القَضَايا التي اهتمَّ بمعرفَتِها أصْحابُ رسولِ
الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فكانوا يَسْأَلون عنه، وعن عَلَاماتِه.*
*وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو أُمَامةَ الباهِليُّ رضِي اللهُ عنه: "أنَّ
رَجُلًا سَأَلَ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما الإيمانُ؟"، أي:
ما علامتُهُ، وبأيِّ شيءٍ
يَعرِفُ المَرْءُ إيمانَه؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إذا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ"
يعني: إذا صَدَرَتْ منكَ طاعةٌ وفَرِحْتَ بتَوْفيقِ اللهِ لكَ فيها، راجيًا ثوابَها؛
لكوْنِها مَحبوبةً لله وكوْنِها مأمورًا بها ومَرجُوًّا عليها الإثابةُ، "وَسَاءَتْكَ
سَيِّئَتُكَ"، أي: إذا أصابتْكَ معصيةٌ، ونَدِمْتَ عليها خوفًا من العُقُوبة؛
لكوْنِها منهيًّا عنها يُخافُ بسَبِبِها العُقُوبة، "فأنْتَ مُؤْمِنٌ"، أي: فذَلِكَ عَلَامةُ
الإيمانِ، وهذا من إِطْلاق اسْمِ الإيمانِ على مَنْ أتى ببَعْضِ أجزائِهِ.*
*ثم سَأَلَ الرَّجُلُ سُؤالًا آخَرَ فقال: "يا رَسولَ الله، فما الإثْمُ؟"، أي: أَخْبِرْنِي
عن عَلَامةِ الذَّنْبِ إذا اشْتَبَهَ أمْرُهُ، والْتَبَسَ حُكمُهُ؟ فقال رسول الله
صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إذا حَاكَ في نَفْسِكَ شَيْءٌ"، أي: أثَّر فيها وتردَّد ولم
يَطمئِنَّ به قَلْبُكَ، "فَدَعْهُ"، أي: اتْرُكْهُ، والمعنى: أنَّ النَّفْسَ إذا تردَّدَتْ في كوْنِهِ
ذنبًا، فالتَّقْوى تَرْكُه، أو المعنى: اتْرُكْهُ احتياطًا إذا كان الأحْوطُ تَرْكَهُ،
وإذا كان الفِعلُ أَوْلى فاتْرُكْ ضِدَّه؛ لِئَلَّا تَقَعَ في الإثْمِ*
السبت، 30 أبريل 2022
ما الإيمان ؟؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق