عولمة الجمال
*محمد عثمان النور*
الزمان لا يجري في السهول والبراري ولكنه يجري في أجسادنا وعروقنا
ويترك آثاره على اجسادنا وملامحنا ونفوسنا ووجداننا بل
وفي تفكيرنا ونظرتنا لكل ما حولنا.
بينما نحن في شغل شاغل نحدو أمنياتنا الى غايات بلا نهايات يصدف
أن نتوقف يوما ونحدق في المرآة في دهشة حقيقية.
فإذا الشعيرات البيضاء التي بدأت هنا وهناك على استحياء، غطت غالبية
الرأس وتلك الخطوط الرقيقة الواهنة على صفحة الوجه بدت تجاعيد واضحة
للعيان، حتى العيون انطفأ فيها ذاك البريق المتألق.
*والناس في مواجهة واقع الحال*
. صنفان: صنف يتعايش مع الواقع
وآخر يحاول جاهدا ان يصلح ما أفسده الدهر. وفي زمن عولمة كل شيء
وأي شيء تجاوز الناس زمن العطارين الى ما هو أبعد وأكثر تعقيدا، .
وتضافرت عولمة الثقافة مع التقدم المذهل لوسائل الاعلام والتقدم العلمي
وتنامي الوعي المعرفي والصحي للناس مع واقع تحول العالم الى قرية
كونية، كل تلك العوامل بدلت قناعات ونظرة الناس لمفاهيم كثيرة ومنها
مفهوم ومقاييس الجمال.
في الماضي القريب كانت المرأة الممتلئة مثالا للجمال وذلك في كثير من
البلاد العربية والافريقية بينما في الوقت الحالي صارت النحافة مطلبا
صحيا وجماليا ومقياسا للجمال، للرجال والنساء على السواء،
وبدأ الناس يدركون مخاطر البدانة ومضارها.
بدأت جهات عديدة تنفخ في جمرة الخوف الكامنة تحت الرماد لدى المرأة
على جمالها وبدأت في تسويق المرأة النموذج عبر عارضات الازياء
وملابس الموضة ونجوم المالتيميديا والمجتمع.
وقامت على تسويق تلك الفكرة صناعات رائجة تدر الملايين،
من شركات أغذية الحمية وأدويتها وصناعة ادوات ومستحضرات
التجميل وصناعة جراحاته ومواد التجميل الصناعي وحدث ولا حرج..
لم تعد قناعات الناس تقف عند حد اصلاح ما افسده الدهر بل تعدى ذلك
الى التقويم واصلاح ما يظن انه لم يعد يجاري الجمال النموذج،.
*فتعدى الامر الشد والشفط والزراعة الى التكبير والتصغير
والقطع والوصل والتحوير والحشو الخ..*
بل صار الامر لدى البعض نوعا من الوجاهة والترف ولزوم ما لا يلزم،
كل ذلك رغم ما ينتج من آثار جانبية ونفسية عن تلك الجراحات.
في زمن تنامي الحريات وتزايد رغبة الأفراد في الجموح في ممارسة
الحرية الى أقصى حد، ما عاد مقبولا حتى مجرد السؤال لماذا؟
فكل فرد يرى انه حر فيما يفعل بنفسه، وما علينا الا ان نتمنى على
أولئك الساعين للجمال ان يولوا ولو القليل من الاهتمام لدواخلهم،
*ونتأمل دواخلنا بنظرة فاحصة فنداوي تلك الجراحات والندوب والحروق
والترهلات التي بدواخلنا ونعمل جميعا أن تكون دواخلنا جميلة زاهية متألقة.
*محمد عثمان النور*
الزمان لا يجري في السهول والبراري ولكنه يجري في أجسادنا وعروقنا
ويترك آثاره على اجسادنا وملامحنا ونفوسنا ووجداننا بل
وفي تفكيرنا ونظرتنا لكل ما حولنا.
بينما نحن في شغل شاغل نحدو أمنياتنا الى غايات بلا نهايات يصدف
أن نتوقف يوما ونحدق في المرآة في دهشة حقيقية.
فإذا الشعيرات البيضاء التي بدأت هنا وهناك على استحياء، غطت غالبية
الرأس وتلك الخطوط الرقيقة الواهنة على صفحة الوجه بدت تجاعيد واضحة
للعيان، حتى العيون انطفأ فيها ذاك البريق المتألق.
*والناس في مواجهة واقع الحال*
. صنفان: صنف يتعايش مع الواقع
وآخر يحاول جاهدا ان يصلح ما أفسده الدهر. وفي زمن عولمة كل شيء
وأي شيء تجاوز الناس زمن العطارين الى ما هو أبعد وأكثر تعقيدا، .
وتضافرت عولمة الثقافة مع التقدم المذهل لوسائل الاعلام والتقدم العلمي
وتنامي الوعي المعرفي والصحي للناس مع واقع تحول العالم الى قرية
كونية، كل تلك العوامل بدلت قناعات ونظرة الناس لمفاهيم كثيرة ومنها
مفهوم ومقاييس الجمال.
في الماضي القريب كانت المرأة الممتلئة مثالا للجمال وذلك في كثير من
البلاد العربية والافريقية بينما في الوقت الحالي صارت النحافة مطلبا
صحيا وجماليا ومقياسا للجمال، للرجال والنساء على السواء،
وبدأ الناس يدركون مخاطر البدانة ومضارها.
بدأت جهات عديدة تنفخ في جمرة الخوف الكامنة تحت الرماد لدى المرأة
على جمالها وبدأت في تسويق المرأة النموذج عبر عارضات الازياء
وملابس الموضة ونجوم المالتيميديا والمجتمع.
وقامت على تسويق تلك الفكرة صناعات رائجة تدر الملايين،
من شركات أغذية الحمية وأدويتها وصناعة ادوات ومستحضرات
التجميل وصناعة جراحاته ومواد التجميل الصناعي وحدث ولا حرج..
لم تعد قناعات الناس تقف عند حد اصلاح ما افسده الدهر بل تعدى ذلك
الى التقويم واصلاح ما يظن انه لم يعد يجاري الجمال النموذج،.
*فتعدى الامر الشد والشفط والزراعة الى التكبير والتصغير
والقطع والوصل والتحوير والحشو الخ..*
بل صار الامر لدى البعض نوعا من الوجاهة والترف ولزوم ما لا يلزم،
كل ذلك رغم ما ينتج من آثار جانبية ونفسية عن تلك الجراحات.
في زمن تنامي الحريات وتزايد رغبة الأفراد في الجموح في ممارسة
الحرية الى أقصى حد، ما عاد مقبولا حتى مجرد السؤال لماذا؟
فكل فرد يرى انه حر فيما يفعل بنفسه، وما علينا الا ان نتمنى على
أولئك الساعين للجمال ان يولوا ولو القليل من الاهتمام لدواخلهم،
*ونتأمل دواخلنا بنظرة فاحصة فنداوي تلك الجراحات والندوب والحروق
والترهلات التي بدواخلنا ونعمل جميعا أن تكون دواخلنا جميلة زاهية متألقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق