فتاة ذكية عالجت مشكلة بين والديها
د. جاسم المطوع
فتاة مهتمة بإصلاح العلاقة بين والديها وهي تفكر ليل نهار كيف تكون سببا في عودة المياه لمجاريها،
وقد حصل خصام بينهما منذ عشر سنين وما زالت العلاقة متوترة، فصارا لا يتكلمان إلا في الضروريات أو الحوار حول الأبناء،
فيكونان دائما في صراع ولا ترى الضحكة والابتسامة والأنس بينهما،
وتقول الفتاة إنها عندما تجلس مع صديقاتها بالجامعة تصاب بالإحباط لأنهن يتحدثن عن أهلهن ووالديهن وهي تتذكر مشاكل أمها وأبيها.
فكانت تدعو ليل نهار أن يوفقها الله للصلح بينهما وأن يهيئ الله لها الظرف المناسب للإصلاح،
وفي ذات يوم استأذنت أمها والدها للذهاب للحج مع أخيها فوافق والدها على طلب أمها،
فرأت أن هذه هي الفرصة الذهبية للإصلاح بينهما فأكثرت من الصلاة والدعاء عسى الله أن ييسر لها ما تتمنى،
وكانت تذرف الدموع وهي تدعو الله أن تكون العلاقة بين والديها أفضل، ثم قررت أن تدخل على والدها وتطلب منه أن يرضى عن أمها،
تقول فلما دخلت على والدي وكنت أكلمه وأبكي وأطلب منه أن يرضى عن أمي بسبب ذهابها للحج وألحت عليه بالطلب
وأن يفتح صفحة جديدة معها وكررت هذا الطلب حتى قبل طلبها فلم تصدق ذلك فحضنته وسجدت شكرا لله فرأت عيون والدها تذرف الدمع،
ونادت أمها وأخبرتها بالخبر المفرح فجلس والدها والبالغ من العمر (63) سنة مع والدتها أكثر من ثلاث ساعات
وكانت جلسة عتاب وتطييب خواطر.
تقول وكنت في غرفتي أدعو الله أن يصفي قلبيهما وتهدأ نفساهما حتى انتهى الحوار وعادت المياه لمجاريها
وانتهى الخلاف الذي دام أكثر من عشر سنوات، وعمت الفرحة في البيت على جميع إخواني وأخواتي وكان يوم عيد بالنسبة لنا جميعا.
هذه قصة واقعية عشتها مع فتاة جامعية تروي لي قصتها في إصلاح العلاقة بين والديها،
وتقول لي ما كنت أتوقع أن الدعاء والسجود لله له هذا الأثر الكبير في علاج مشكلة والدي التي دامت أكثر من عشر سنوات.
فقلت لها: إن الدعاء هو السلاح الخفي، فإذا شعر الله بصدق العبد وإخلاصه فإنه لا يرده خائبا أبدا، وخاصة إذا توافرت شروط قبول الدعاء وهي
الإخلاص والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأن يسأل الإنسان حاجته من الله مع الإلحاح،
لأن الله يحب العبد الملحاح أي الذي يكرر الدعاء، وأن يرفع يديه لله ولا يستعجل الإجابة وأن يكون واثقا من الاستجابة،
فقد قال عمر الفاروق رضي الله عنه:
[ أنا لا أحمل هم الإجابة وإنما أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء كانت الإجابة معه ]
ثم إن الساعي للصلح بين اثنين له أجر وثواب عظيم أفضل من درجة الصلاة والصيام
والصدقة فكيف لمن يسعى للصلح بين والديه؟
فأجره مضاعف لأنه سعى للصلح ولأنه في هذا السعي بار بوالديه،
وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أجر من يسعى للصلح فقال :
( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟
قالوا: بلى، قال: صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة )
ويروى عن رسول الله أنه قال
( هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين )
فثواب ما قامت به فتاتنا الذكية عظيم عند الله، والجميل في القصة أنها لم تكن سلبية
أمام مشكلة والديها وإنما كانت إيجابية ومبادرة للإصلاح بينهما.
د. جاسم المطوع
فتاة مهتمة بإصلاح العلاقة بين والديها وهي تفكر ليل نهار كيف تكون سببا في عودة المياه لمجاريها،
وقد حصل خصام بينهما منذ عشر سنين وما زالت العلاقة متوترة، فصارا لا يتكلمان إلا في الضروريات أو الحوار حول الأبناء،
فيكونان دائما في صراع ولا ترى الضحكة والابتسامة والأنس بينهما،
وتقول الفتاة إنها عندما تجلس مع صديقاتها بالجامعة تصاب بالإحباط لأنهن يتحدثن عن أهلهن ووالديهن وهي تتذكر مشاكل أمها وأبيها.
فكانت تدعو ليل نهار أن يوفقها الله للصلح بينهما وأن يهيئ الله لها الظرف المناسب للإصلاح،
وفي ذات يوم استأذنت أمها والدها للذهاب للحج مع أخيها فوافق والدها على طلب أمها،
فرأت أن هذه هي الفرصة الذهبية للإصلاح بينهما فأكثرت من الصلاة والدعاء عسى الله أن ييسر لها ما تتمنى،
وكانت تذرف الدموع وهي تدعو الله أن تكون العلاقة بين والديها أفضل، ثم قررت أن تدخل على والدها وتطلب منه أن يرضى عن أمها،
تقول فلما دخلت على والدي وكنت أكلمه وأبكي وأطلب منه أن يرضى عن أمي بسبب ذهابها للحج وألحت عليه بالطلب
وأن يفتح صفحة جديدة معها وكررت هذا الطلب حتى قبل طلبها فلم تصدق ذلك فحضنته وسجدت شكرا لله فرأت عيون والدها تذرف الدمع،
ونادت أمها وأخبرتها بالخبر المفرح فجلس والدها والبالغ من العمر (63) سنة مع والدتها أكثر من ثلاث ساعات
وكانت جلسة عتاب وتطييب خواطر.
تقول وكنت في غرفتي أدعو الله أن يصفي قلبيهما وتهدأ نفساهما حتى انتهى الحوار وعادت المياه لمجاريها
وانتهى الخلاف الذي دام أكثر من عشر سنوات، وعمت الفرحة في البيت على جميع إخواني وأخواتي وكان يوم عيد بالنسبة لنا جميعا.
هذه قصة واقعية عشتها مع فتاة جامعية تروي لي قصتها في إصلاح العلاقة بين والديها،
وتقول لي ما كنت أتوقع أن الدعاء والسجود لله له هذا الأثر الكبير في علاج مشكلة والدي التي دامت أكثر من عشر سنوات.
فقلت لها: إن الدعاء هو السلاح الخفي، فإذا شعر الله بصدق العبد وإخلاصه فإنه لا يرده خائبا أبدا، وخاصة إذا توافرت شروط قبول الدعاء وهي
الإخلاص والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأن يسأل الإنسان حاجته من الله مع الإلحاح،
لأن الله يحب العبد الملحاح أي الذي يكرر الدعاء، وأن يرفع يديه لله ولا يستعجل الإجابة وأن يكون واثقا من الاستجابة،
فقد قال عمر الفاروق رضي الله عنه:
[ أنا لا أحمل هم الإجابة وإنما أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء كانت الإجابة معه ]
ثم إن الساعي للصلح بين اثنين له أجر وثواب عظيم أفضل من درجة الصلاة والصيام
والصدقة فكيف لمن يسعى للصلح بين والديه؟
فأجره مضاعف لأنه سعى للصلح ولأنه في هذا السعي بار بوالديه،
وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أجر من يسعى للصلح فقال :
( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟
قالوا: بلى، قال: صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة )
ويروى عن رسول الله أنه قال
( هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين )
فثواب ما قامت به فتاتنا الذكية عظيم عند الله، والجميل في القصة أنها لم تكن سلبية
أمام مشكلة والديها وإنما كانت إيجابية ومبادرة للإصلاح بينهما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق