عن عبد الله بن عمرو رضي الله
عنهما،
أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقنَّعه الله
)
قال ابن حجر:
[ ومعنى الحديث:
أن من اتصف بتلك الصفات حصل على
مطلوبه،
وظفر
بمرغوبه في الدنيا والآخرة ]
وقال المناوي:
[ رُزق كفافًا، وقنَّعه الله بالكفاف، فلم يطلب
الزيادة ]
وقال المباركفوري:
[ ...
كفافًا. أي: ما يكف من الحاجات، ويدفع الضرورات.
وقنَّعه الله. أي: جعله قانعًا بما آتاه
]
وقال القرطبي:
[ أنَّ
من فعل تلك الأمور واتصف بها فقد حصل على
مطلوبه،
وظفر
بمرغوبه في الدنيا والآخرة ]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه :
( أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يومًا
يحدث
وعنده
رجلٌ من أهل البادية-
أنَّ رجلًا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع،
فقال له: ألست فيما شئت؟
قال:
بلى، ولكني أحبُّ أن أزرع،
قال: فبذر، فبادر الطرف نباته
واستواؤه واستحصاده، فكان أمثال
الجبال،
فيقول
الله عزَّ وجلَّ:
دونك يا ابن آدم، فإنَّه لا يشبعك شيءٌ.
فقال الأعرابي: والله لا نجده إلا قرشيًّا، أو
أنصاريًّا، فإنهم أصحاب زرعٍ،
وأما نحن فلسنا بأصحاب زرعٍ. فضحك النبي صلى الله
عليه وسلم )
قال ابن بطال:
[ وقوله: دونك يا ابن آدم، لا يشبعك
شيء.
يدلُّ
على فضل القناعة، والاقتصار على البلغة، وذمِّ الشَّرَهِ والرغبة
]
وقال ابن حجر:
[ وفيه إشارةٌ إلى فضل القناعة، وذمِّ الشَّرَهِ
]
- وقال صلى الله عليه وسلم:
( اللهمَّ اجعل رزق آل محمدٍ قُوتًا )
قال ابن حجر:
[ أي: اكفهم من القوت بما لا يرهقهم إلى ذلِّ
المسألة،
ولا يكون فيه فضولٌ تبعث على الترفُّه والتبسُّط في
الدنيا.
وفيه حجةٌ لمن فضَّل الكفاف؛ لأنَّه إنما يدعو لنفسه
وآله بأفضل الأحوال ]
وقال النووي:
[ قال أهل اللغة العربية: القُوت ما يسدُّ الرَّمَق،
وفيه فضيلة التقلل من الدنيا، والاقتصار على القوت
منها، والدعاء بذلك ]
- وقال النبي صلى الله عليه
وسلم:
( من أصبح وأمسى آمنًا في سِرْبه، معافى في بدنه،
عنده قوت يومه؛ كان كمن حِيزت له الدنيا بحذافيرها )
وقال المناوي:
[ (عنده قوت يومه )
أي:
غداؤه وعشاؤه الذي يحتاجه في يومه ذلك.
يعني: من جمع الله له بين عافية بدنه، وأمن قلبه حيث
توجَّه،
وكفاف عيشه بقوت يومه وسلامة أهله؛ فقد جمع الله له
جميع النعم
التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها، فينبغي أن لا
يستقبل يومه ذلك
إلا
بشكرها؛ بأن يصرفها في طاعة المنعم، لا في معصية، ولا يفتر عن
ذكره ]
وقال المباركفوري:
[ ( عنده قوت يومه )
أي:
كفاية قوته من وجه الحلال
(
فكأنما حِيزت )
والمعنى فكأنما أُعطي الدنيا بأسرها
]
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه
قال:
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:
( مَن يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهنَّ، أو يعلم
من يعمل بهنَّ ؟
قلت:
أنا يا رسول الله! فأخذ يدي فعدَّ خمسًا،
فقال: اتَّقِ المحارم تكن أعبد
الناس،
وارضَ
بما قسم الله لك تكن أغنى الناس،
وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا، وأحبَّ للناس ما تحب
لنفسك تكن مسلمًا،
ولا
تكثر الضحك؛ فإنَّ كثرة الضحك تميت القلب )
قال المناوي:
[ ( وارضَ بما قسم الله لك )
أي:
أعطاك
( تكن أغنى الناس )
فإنَّ من قنع بما قسم له، ولم يطمع فيما في أيدي
الناس استغنى عنهم،
ليس
الغنى بكثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق