لا شك أن الأصل في السِّر كتمانه وعدم إفشائه،
ويستثنى من هذا الأصل بعض المجالس التي لا حرمة لأسرارها.
1- كتمان قضاء الحاجات:
من يريد أن يقوم بعمل ما، عليه أن يكتمه
وأن لا يحدث به كل أحد حتى يقوم بإكماله.
قال الشاعر:
وإن أردتَ نجاحًا في كل آونةٍ فاكتم أمورك عن حاف ومنتعلِ
2- كتمان الأسرار الزوجية :
كتمان الأسرار الزوجية من الأمور التي يجب حفظها وعدم إفشائها...
فهو أولًا: حق المرأة في عدم إفشاء ما يكون منها لزوجها،
وهو ثانيًا: حق الآداب الإسلامية العامة التي توصي بستر مثل هذه الأمور،
فالمرء مستأمن عليها من جهتين، جهة الآداب الإسلامية،
وجهة صاحب الحق الخاص
فعن أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إنَّ من أشرِّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة،
الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها )
3- كتمان أسرار الدولة :
لا شك أن الدول تكون لها أسرارها التي لا ينبغي كشفها أو اطلاع أحد عليها،
وخاصة الأسرار الحربية، وقد كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يكتم الأسرار،
ومنها ما يتعلق بالأسرار الحربية والعسكرية، فكان من هديه
إذا أراد غزوة ورَّى بغيرها وأرسل سرية بقيادة عبد الرحمن بن جحش :
( وكتب له كتابًا، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه،
فيمضي لما أمره به صلى الله عليه وسلم، ولا يستكره من أصحابه
أحدًا فلما سار بهم يومين فتح الكتاب، فإذا فيه:
إذا نظرت في كتابي فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف،
وترصد بها قريشًا، وتعلم لنا من أخبارهم. فلما نظر في الكتاب
قال: سمعًا وطاعةً، وأخبر أصحابه بما في الكتاب
وقال: قد نهاني أن أستكره أحدًا منكم، فمن كان منكم يريد الشهادة،
ويرغب فيها فلينطلق، ومن كره ذلك فليرجع،
فأما أنا فماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف منهم أحد )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق