1- قال سعيد بن العاص :
ما شاتمت رجلًا مُذْ كنت رجلًا؛ لأنِّي لا أُشَاتم
إلَّا أحدَ رجلين:
إمَّا كريم، فأنا أحقُّ من احتمله، وإمَّا لئيم، فأنا
أولى من رفع نفسه عنه
2- قال الأشعث بن قيس لقومه:
إنَّما أنا رجل منكم، ليس لي فضل عليكم، ولكنِّي أبسط
لكم وجهي،
وأبذل لكم مالي، وأحفظ حريمكم، وأعود مريضكم،
فمن فعل مثل هذا فهو مثلي، ومن زاد عليه فهو خير
منِّي،
ومن قصَّر عنه فأنا خير منه، فقيل له: ما يدعوك إلى
هذا؟
قال:
أَحُضُّهم على السُّؤدد ومكارم
الأخلاق
3- قال يحيى بن أكثم:
قال الرَّشيدي: ما أنبل
المراتب؟
قلت:
ما أنت فيه يا أمير المؤمنين.
قال:
فتعرف أجلَّ منِّي؟
قلت:
لا.
قال: لكنِّي أعرفه؛ رجل في حَلْقَة يقول:
حدَّثنا فلان عن فلان عن رسول الله.
قال: قلت يا أمير المؤمنين، أهذا خير منك، وأنت ابن
عمِّ رسول الله،
ووليُّ
عهد المؤمنين؟
قال:
نعم، وَيْلك! هذا خير منِّي؛ لأنَّ اسمه مقترن باسم رسول الله
لا يموت أبدًا، ونحن نموت ونفنى، والعلماء باقون ما
بقي الدَّهر .
4- لما قحطت البادية في أيام
هشام
قدمت
عليه العرب، فهابوا أن يتكلَّموا،
وفيهم دِرْوَاس بن حبيب ابن ست عشرة سنة، له ذُؤابة،
وعليه شَمْلَتان،
فوقعت عليه عينا هشام، فقال لحاجبه: ما يشاء أحد يدخل
علي إلَّا دخل،
حتى الصِّبيان؟! فوثب دِرْوَاس بن حبيب حتى وقف بين
يديه مُطْرِقًا،
فقال: يا أمير المؤمنين، إنَّ للكلام نَشْرًا وطيًّا،
وإنَّه لا يُعرف ما في طيِّه إلا بنَشْرِه، فإن أذِنت
لي أن أنشُره نشَرته.
قال: انشُر، لا أبا لك، وقد أعجبه كلامه مع حداثة
سنِّه.
فقال: إنَّه أصابتنا سنون ثلاث: سنة أذابت الشَّحم،
وسنة أكلت اللَّحم،
وسنة أنقت العظم، وفي أيديكم فضول
أموال،
فإن كانت لله ففرِّقوها على عباده، وإن كانت لهم
فعَلَام تحبسونها عنهم؟
وإن كانت لكم فتصدَّقوا بها عليهم
فقال هشام: ما ترك لنا الغلام في واحدة من الثَّلاث
عُذْرًا.
فأمر للبوادي بمائة ألف دينار، وله بمائة ألف درهم،
فقال: ارددها يا أمير المؤمنين إلى جائزة العرب،
فإنِّي أخاف أن تعجز عن بلوغ
كفاية.
فقال:
أما لك حاجة؟
قال:
ما لي حاجة في خاصَّة نفسي دون عامَّة
المسلمين.
فخرج
وهو من أنبل القوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق