الســــؤال :
دار بيني وبين أحد الإخوان حوار حول الذين لا يدينون بدين
الإسلام ( النصارى واليهود وغيرهم) هل الأعمال التي يقومون
بها من تبرعات كما يقول للجمعيات الخيرية عندهم تحسب لهم
عند الله ، مع العلم ، أنني قد قلت له : إن الله لا يقبل من هؤلاء اي
عمل ما داموا على غير دين الإسلام وقرأت له الآية الكريمة من
القرآن الكريم ،
قال تعالى :
{ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا }
سورة الفرقان ، رقم الآية (23)
إلا أنه يقول : إن هذه الأعمال تحسب لهم . أفتونا في سؤالنا
هذا وجزاكم الله خيرًا عن المسلمين وجعل عملكم هذا
في ميزان حسناتكم .
الإجابة
تبرعات الكافر وأعماله التي ينفع بها الناس مثل الكرم والمواساة وصلة
الرحم لا تنفعه في الآخرة إذا مات كافرًا ؛ لعدم توفر شرطي قبول العمل
فيها وهما الإخلاص لله والمتابعة لرسوله - صلى الله عليه وسلم
- كما قال تعالى :
{ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا }
وقد تنفعه في الدنيا كما قال تعالى :
{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا
وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ
الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ
النَّارُ
وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ، عن أنس بن مالك ، والحسن البصري أن
هذه الآية نزلت في اليهود والنصارى ، وقال ابن عباس : إنها نزلت في
المرائين ، وإذا أسلم الكافر فيثاب على ما فعله من الخير زمن كفره فضلاً
من الله تعالى ؛
لحديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – قال
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
( إذا أسلم الكافر فحسن إسلامه كتب الله تعالى له كل حسنة زلفها
ومحا عنه كل سيئة زلفها وكان عمله بعد الحسنة بعشر أمثالها
إلى سبعمائة ضعف والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله
- سبحانه وتعالى - عنه )
رواه الدارقطني في غريب حديث مالك من تسع طرق .
وروى مسلم ، عن حكيم بن حزام - رضي الله عنه
- أنه قال :
( يا رسول الله ، أشياء كنت أفعلها في الجاهلية أتبرر بها ،
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أسلمت على ما أسلفت
من خير )
رواه مسلم و بالله التوفيق ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق