** تحدى موسى عليه السلام فرعون بعصاه التي تحولت
لحية عظيمة ,
فاتفقوا على الاجتماع في يوم الزينة وهو يوم احتفال
سنوي عندهم وفيه
يجتمع الناس من كل مكان لمواجهة موسى عليه السلام مع
سحرة
فرعون
ووعد فرعون سحرته بأن يجزل لهم العطاء ويجعلهم من
المقربين له عند الفوز على موسى عليه السلام في هذه
المواجهة .
وفي اليوم الموعود
:
اجتمع
الناس وبدأ سحرة فرعون في تقديم أعمال سحرهم العظيمة التي
تسحر عيون الناس و تفتن الألباب من تحول الحبال إلى
حيات تسعى , ثم
بدأ دور موسى عليه السلام في تقديم عرضه المتحدي
لفرعون وسحرته
فألقى عصاه التي حولها الله تعالى لثعبان عظيم فتح
فمه والتهم جميع ما
صنعه سحرة فرعون من حيات وخلافه , وهنا فقط علم سحرة
فرعون أن
هذا العمل لا يقدر عليه إلا الله تعالى وعلموا أن
موسى وهارون هما نبيان
أرسلهما الله تعالى لفرعون فكان رد فعلهم هو السجود
لله تعالى والإيمان
بموسى وهارون عليهما السلام. وواعد فرعون سحرته
العذاب وذلك
بقطع أيديهم وأرجلهم بالتبادل وبصلبهم في جذوع
الأشجار وبالتنكيل بهم
إن هم ثبتوا على إيمانهم بموسى وهارون عليهما السلام
, ولكن السحرة
قالوا لفرعون بثبات وبيقين قوي على الله تعالى : لن
نفضلك فنطيعك
ونتبع دينك, على ما جاءنا به موسى من البينات الدالة
على صدقه
ووجوب متابعته وطاعة ربه, ولن نُفَضِّل ربوبيتك
المزعومة على
ربوبية اللهِ الذي خلقنا, فافعل ما أنت فاعل بنا,
إنما سلطانك في هذه الحياة
الدنيا, وما تفعله بنا, ما هو إلا عذاب منتهٍ
بانتهائها , فكان موقفهم
من عجائب المواقف ومن أعظم المواقف
.
قال تعالى :
{ قالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن
يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا
وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ
الْمُثْلَى{63}
فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا
صَفّاً وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ
اسْتَعْلَى{64}
قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ
وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ
أَلْقَى{65}
قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ
وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ
أَنَّهَا تَسْعَى{66}
فَأَوْجَسَ فِي
نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى{67} قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ
الْأَعْلَى{68}
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا
إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ
وَلَا
يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى{69}
فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا
بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى{70}
قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ
إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ
فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ
خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ
وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً
وَأَبْقَى{71}
قَالُوا لَن
نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي
فَطَرَنَا
فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ
الدُّنْيَا{72}
إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا
خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ
السِّحْرِ
وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى{73}
إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ
جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى {74}
وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ
فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ
الْعُلَى{75}
طه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق