عبدالله الدهيشي
بسم الله الرحمن الرحيم
يظن
بعض الآباء والأمهات :
1- أن معرفة الولد بكون الخطأ خطأً كافٍ لعدم وقوعه
فيه,
وسبب
للومه وعقابه إن وقع فيه !!
أيها
الأب الكريم:
إن معرفة ولدك بالخطأ أمر مهم , ولكنه أحوج إلى معرفة
الطريقة
الصحيحة للتخلص منه وتلافي الوقوع فيه مرة أخرى ,
فالكثير من
الأطفال والمراهقين لا يعرف الطريقة المناسبة ليتخلص
من السلوكيات
الخاطئة التي لا يزال يواجه التعنيف والعقاب بسببها ,
وليس السبب
الإصرار على الخطأ !
2- أن كونه والدًا - يجب البر به والإحسان إليه -
كافٍ ليتفانى أولاده
في
أنواع البر والتنفيذ الفوري لجميع أوامره وإشاراته
!!
أيها
الفاضل:
ساعد أولادك على البر بك وذلل العقبات في طريق ذلك
ويسّر لهم السبيل
للوصول إليك ولا تحمّلهم ما لا يطيقونه , وتغافل عن
تقصيرهم في حقك
واجتنب قدر المستطاع الأوامر المباشرة والإلزامات
الصارمة , وأعطهم
فرصة ومتسعًا من الوقت , وكن محبوبًا ليقبلوا على
برّك بانشراح .
3- أن كونه والداً كافٍ أيضًا ليكون محبوبًا من جميع
أولاده , دون أن يقدّم
أي بواعث أخرى لتقوية أواصل المحبة وتعميقها
!!
أيها
المحبوب:
ربما تفاجأ لو علمت بتدني مستوى محبتك في قلوبهم , بل
ربما كان بعض
الآباء متصدرًا لقائمة البغضاء الثقلاء في صدور
أولادهم ؟!
فاجتهد أيها المحبوب في بذل وسائل المحبة من الكلمة
الطيبة
والمعاملة الحسنة
والابتسامة الصادقة .
4- أن كون قلبه مليئًا بالمحبة لأولاده – فطرةً -
يكفي ليشعروا بما يمتلئ
به دون حاجة إلى إظهار ذلك في عباراته ونظراته
ودعواته لهم وثنائه
عليهم وتعبيره بوضوح عن محبته لهم وشوقه إليهم
وإعجابه بهم وفرحه
بلقائهم وأنسه بمجالستهم , ويكفي ليتعرفوا عمق محبتي
لهم ما يرونه
من كدحي لأجلهم وتوفير احتياجاتهم ..
الخ
أيها
المحب:
قد يظن الكثير من الأولاد أن والديهم يبغضونهم ؟! لما
يرونه من جفوة
وشدة وقسوة في المعاملة - باعثها الخوف على الأولاد -
, والكثير منهم
لا يرى ما يقدمه لهم الآباء مطلقًا بل لا يرون إلا ما
يحرمونهم منه
والسبب - في نظرهم - بغض الأباء لهم ؟! لقد كان النبي
- صلى الله عليه وسلم –
يعبر
عن محبته لمن هم حوله صراحة كزوجته وأولاده (الحسن والحسين)
والأنصار وكثير من أصحابه
بأعيانهم
وقد قيل : والود يسكن في الحشا لكن يُحسّ من اليد
وقال آخر: والنفس تعرف من عيني محدثها ... إن كان من
حزبها
أو من أعاديها
5- أن كل ما يعرفه ينبغي أن يكون ضمن الدائرة
المعرفية لأولاده تلقائيًا ,
وكم يتملكه الضجر حين يبدي بعض أولاده جهله بما يقول
؟!
أيها
المعلم الذكي:
ربما خجل أولادنا فصمتوا .. ونحن نظنهم قد فهموا !!
فاقترب منهم
وعلّمهم حتى (البديهيات) في حسابك فربما كانت
(معلومات جديدة) لدى
أكثرهم , ولأن تعلّمهم ما يعلمون خير من أن تتركهم في
عماية الجهل
ظنًا منك أنهم عالمون !!
6- أن ولدي يجب أن يكون نسخة مني , أو أن يكون كما
رسمت له
وأردت أن يكون !! أو أن ينفذ كل اقتراحاتي وتوجيهاتي
, فهو ولدي
الصغير – حتى وإن شابت لحيته -
!!
أيها
اللبيب:
لا
تحطّم ولدك بيدك , واصنع منه رجلًا – ولو كان طفلًا صغيرًا -
واحرص على كلمات التشجيع ورفع المعنويات , وشاوره في
أموره واجعل له
الخيار وانزل عند رغبته فيما لا يضره , وأوكل إليه
العديد من المهمات ,
واطلب منه التفكير في ما يهمه وعلّمه كيف يصنع
قراراته .
7- أن ولده مِلْكٌ له !! فالمجال أمامه مفتوح ليقول
ما يشاء من عبارات
جارحة وإهانات مدمرة وهمزٍ ولمزٍ ونبزٍ بالألقاب ,
ويطلق ليده العنان
في جسد ولده ضرباً ودفعاً .. وليسخّره لخدمته ليل
نهار .. كل ذلك لسبب
واحد : أنه والده ؟! وكل أخطائه في حق ولده مغتفرة
لأن الباعث
لها
مصلحته ؟!
أيها
المربي الناجح:
تذكر :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على المرء من وقع الحسام
المهند إن الكلمات الجارحة والمواقف السيئة والتصرفات
العبثية –
الصادرة من الوالدين أو الأقربين – لها آثار مدمرة في
حياة الولد ,
وقلّما
يمحوها طول السنين !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق