عن أبي هريرة رضي الله
عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
( يقولُ اللّهُ تعالى: مَن عَملَ لي عَمَلا أشرَكَ
فيه غيري فهُو لَهُ كُلُّهُ
وأنا منهُ بَريء وأنا أغنى الأغنياء عَن الشرك
)
(رواه
مسلم ومالك وابن ماجه)
والرياء هو الشرك الأصغر
قال
تعالى:
{ فويل للمُصَلّينَ الّذينَ هُم عَن صلاتهم ساهونَ
،
الّذينَ هُم يُراؤنَ
ويَمنَعونَ الماعونَ }
. لذلك على المرء أن يخفي من صالح عمله ما استطاع
خاصة النوافل
والصدقة فوق المفروضة ، فمن أخفى ذلك كان من السبعة
الذين يظلهم
الله في ظله يوم لا ظل إلاّ ظله
( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق
شماله )
ولذلك كانت صلاة الفريضة في المسجد أفضل وصلاة
النافلة في البيت
أفضل لما فيها من إخفاء للعبادة وبعد عن
الرياء
. فقد قال الإمام علي رضي الله عنه
:
المرائي يكسل إذا كان
وحده وينشط إذا كان في الناس.
ورأى
عمر رضي الله عنه رجلا يُطأطِئ رقبته
فقال
يا
صاحب الرقبة ارفع رقبتك ، ليس الخشوع في الرقاب إنما
الخشوع
في
القلوب .
ويكون الرياء
أحيانا ب:
إظهار العبادة والعمل الصالح أو بالتزيّي بزيّ
الصالحين أو بترداد أقوال
يفهم منها صلاح صاحبها وتقواه أو المراآة بالأصحاب
والزائرين إن كانوا
من أصحاب الخير والصلاح. والرياء درجات بعضها دون
بعض. فإن كان
المرائي ليس مراده الثواب أصلا فهذا ما لا يقبل الله
من عمله شيئا .
ويليه من يكون له قصد الثواب ولكن قصده ضعيف ولو كان
لوحده لما
وجد دافعا للقيام بالعمل . وهناك من يتساوى عنده قصد
الثواب وقصد
الرياء. أما أخف ذلك فهو أن يقصد وجه الله تعالى لكن
يجد نفسه أنشط إن
اطلع عليه الناس. فعلى المرء أن يراقب نيته ويخلص
عمله فإن الله مطّلع
على ما تخفي الصدور وهو ناقد بصير. وعلاج ذلك إخفاء
العمل الصالح
ما إستطاع فإن ظهر حمد الله ودعاه أن لا يدخل في عمله
شيئا من الرياء
، فالله تعالى غير محتاج لعمل بني آدم ، لذلك فإن
عملوا عملا ابتغاء وجه
غيره ، فلا يقبل الله من ذلك شيئا
.
وقد
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
( إنّ أخوَفَ ما أخافُ عَليكُم الشركُ الأصغَرُ
)
وأما إن كان ولا بد من إظهار العمل ، فعلى المرء أن
ينوي بذلك
أن
يقتدي به الناس ، أو أن يظهر نعمة الله عملا بقوله تعالى:
{ وأمّا بنعمة ربّكَ فَحَدّث
}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق