يَعتقد كثيرٌ من الناس أن التهورَ مرضٌ نفسيٌّ،
والسرُّ في ذلك اعتقادُ البعض من أهل
الاختصاص
وهذا خطأ كبير يقع فيه مَن يظنُّ ذلك؛
فالشخصية المتهورة ليست
مريضةً،
ولكنها
تعاني من تقلُّبٍ شديد في العاطفة،
وتغيُّرٍ سريع في المواقف لأتفه
الأسباب،
مع
سرعة فائقة في الانفعال في كل
الأحوال،
وهذه الشخصية أكثر شيوعًا في النساء منها في
الرجال،
ويؤشِّر على الشخصية المتهورة من أمور أساسية تمتاز
بها:
• التردُّد الواضح والعجز عن إقامة عَلاقة
ثابتة
مع
آخرين لمدة طويلة؛
نظرًا
لعدم القدرة على المثابرة والالتزام بنَهْج
ثابت،
ولنفاد
الصبر سريعًا
بسبب الانفعال الشديد.
• هذه الشخصية سريعة التأثُّر بالأحداث
اليومية،
والأخبار المثيرة، وتهتم
كثيرًا بقيل وقال؛
لأنها تأخذ مواقفَها استنادًا على ذلك،
وليس استنادًا على الحقائق على الأرض.
• أصحاب هذه الشخصية يضعون في اعتبارهم ما
يقولُه
الآخرون عند تقديرهم
للمواقف،
وهكذا
تتأثَّرُ قراراتهم بالناحية المزاجية الانفعالية
أكثر من تأثُّرها بالناحية الموضوعية
العقلية،
فمثلاً
حين يستمع المتهور حديثًا عن شخص معين،
وكان الكلام غيرَ مُرضٍ بالنسبة له
عن ذلك الشخص - فلا يتردد الشخص
المتهور
في
اتخاذ القرار بشكل متسرِّع بقطعِ
العَلاقات
بينه
وبين ذلك الإنسان،
بل
وإفشاءِ كل أسراره،
وسبِّه
ولعنه والتشهير به،
دون التأكُّد من صحة ما
قيل،
أو
التثبُّت ومناقشة الطرف الآخر!
• من صفات الشخصية المتهورة أنها أنانيَّة بعضَ
الشيء،
ومُحبَّةٌ للظهور
واستجلاب الاهتمام،
والمحاولة الدائمة
لاسترعاء الانتباه،
وحبُّ الاستعراض والمبالغة
في
الكلام
والمَلْبس والتبرُّج.
• تعمل على لفت الأنظار عن طريق
القيام بالمواقف التمثيلية.
• وصاحب هذه الشخصية كثير الكلام،
ويعتقد أنه مهمٌّ، وغالبًا ما يقع في أخطاء،
أحيانًا تكون جسيمة وعواقبها
وخيمة،
ويصف أحد الشعراء هذه الشخصية بقوله:
والحزن والخوف في الدنيا وشهوتها
غباوةٌ شرهٌ إصرار مَن فسدَا
تهوُّر صلفٌ ثمَّ اتباع هوًى
وللبطالةِ أن تلقاهُ معتمدَا
وحبُّ دنيا وحبُّ الظالمين وأن
يعلِّقَ القلبَ بالأسبابِ
والكبدَا
يعتقد البعض أن المتهور لا يهتمُّ
بالنتائج
-
سواء كانت سلبية أو إيجابية –
والأمر ليس كذلك،
لكنه لا يقدِّر ولا يخصص؛
لأن
مواقفه تُتَّخذ بحسب الحال،
وتكون
متسرِّعة،
ولكن
عند ظهور نتائج مواقفه أو عمله تكون
سلبية؛
فتراه
يهرب منها؛
لأنه يخشى المواجهة بالأدلة والحجة.
وللتعامل مع هذه الشخصية لابد من الاهتمام بالجوانب
التالية:
• إيصال رسائل تطمين له أنَّ الآخرين مهتمون
به.
• عندما يقتضي الحال الاعتراض
على بعض تصرُّفاته من أجل
المصلحة
فيكون
ذلك بالأدلة،
وبإجماع أشخاص
آخرين.
• عدم إعطائه الفرصةَ لاتخاذ قراراته وحده - قدرَ
الإمكان.
وإبلاغه بذلك مُسْبقًا،
فحين
يخطئ لا بد له من دفع الثمن،
وحين
يَنجَحُ ويكون على صواب،
لا بد
له من الحصول على
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق