الســــؤال:
هل
يعتبر الخروج والتجول في العالم لتبليغ الدعوة :
(هجرة
دائمة) أو يعتبر خاطئًا بدلالة الحديث - والذي لا نعرف
صحته
- ونصه: (لا خروج بعد الفتح وإنما جهاد ونية)
نرجو
الإفادة؟
الإجابة
الحديث
ورد بلفظ:
( لا
هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا
)
وهو مخرج في الصحيحين من
حديث ابن عباس رضي الله عنهما،
ومعنى
الحديث: أن الهجرة التي هي مفارقة الوطن التي كانت مطلوبة
على
الأعيان من مكة إلى المدينة انقطعت بعد فتح مكة ، إلا أن
المفارقة
بسبب
الجهاد باقية، وكذلك المفارقة بسبب نية صالحة كالفرار من دار
الكفار،
والخروج في طلب العلم، والفرار بالدين من الفتن. وعليه فالحديث
خاص
بالهجرة من مكة ؛ لأنها صارت دار إسلام، وأما الهجرة من بلاد
الكفار
إلى بلاد المسلمين فهي باقية إلى قيام
الساعة.
أما
الدعوة إلى الإسلام ونشره في بلاد الكفار فإنه من
الخير
العظيم،
والعمل الجليل، وما يلقاه المسلم في هذا من النصب والأذى، وما
يبذله
من المال - من الجهاد الذي يؤجر عليه، لكنه ليس في معنى جهاد
الكفار،
وهو قتالهم، وفي كلٍّ خير وأجر عظيم. وفي الصحيحين من حديث
سهل بن
سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال
لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم خيبر :
(
فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم
).
و بالله التوفيق ،
و صلى
الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
.
اللجنة
الدائمة للبحوث العلمية و
الإفتاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق