السبت، 29 أكتوبر 2016

سنه أولي دراسه ما بين المرح والبكاء


 اختلطت مشاعر كل من الأبناء والآباء فكانت مزيجا من المرح والفرح والبكاء،
 مع بدء "سنة أولى دراسة"، لطلاب الصف الأول الابتدائي ،
 إذ يعتبر اليوم الأول في المدرسة من أصعب الأيام مرورا على الأسرة بأسرها ،
 فالكل قلق بشأن طفله الذي سيغادرهم إلى بيئة تعد غريبة في كل تفاصيلها
من ناحية الوجوه والأشخاص وأسلوب التعامل
 
 لهذه الأسباب يمثل اليوم الأول لولي الأمر يوما استثنائيا غير عادي ،
 يتطلب بذل الجهد والوقت لتسخيره
 
 فغاب آباء عن أعمالهم من أجل التواجد مع أبنائهم في ذلك اليوم.

تواجدت " الاقتصادية " في مدرسة حسان بن ثابت الابتدائية في مكة المكرمة
 منذ الصباح الباكر ، ورصدت طلابها ، خاصة طلاب الصف الأول
وهم في طابور الصباحي ، البعض منهم فرح بالبيئة الجديدة ،
وآخرون لم يستطيعوا أن يتغلبوا على مشاعر الرهبة والخوف
على الرغم من جهود الآباء في تشجيعهم وملاطفتهم وتحفيزهم تارة ،
 ودفعهم إلى المشاركة مع بقية أقرانهم تارة أخرى ، واختلطت أصواتهم
مرة مرددين مع الطلاب الكبار النشيد الوطني ، وتارة يغلب على صوت بكائهم
 على المحيطين بهم


ولم يخلُ المشهد من عواطف الآباء الذين لم يستطيعوا أن يخفوها ،
 فأخذ كل أب ملاصقا لابنه طوال الوقت ، حتى أنه لم يكتف بذلك ،
 بل ظل متابعا لتحركاته وتنقلاته داخل أرجاء المدرسة ،
حينها تدخل المرشد بتوجيه الآباء بضرورة إعطاء ابنهم قدرا من الاستقلالية
 وعدم تشجيعهم على الاعتماد عليهم ، لأن الهدف الأسمى من البرنامج التمهيدي
 تعويد الأطفال على الاستقلالية ، حينها استجاب الآباء للتوجيهات ،
فتركوا الأبناء يمرحون ويلهون داخل أروقة المدرسة طول اليوم الأول ،
 كما أن بعض الأمهات ظلت واقفة بمقربة باب المدرسة تترقب طفلها
لمن لم يحضر معه ولي أمره، وذلك في تجسيد لدور الوالدين
 في العملية التربوية والتعليمية 

 
 ويقول " س " مقيم مصري :
 
[ هذه الأجواء تشجيعية وترّغب الطفل في المدرسة ولم أعهدها من قبل ،
 وسيكون لها الأثر الكبير في نفوس هؤلاء الأطفال ،
 فلقد تعودوا على الأمهات في المنزل واليوم يجدون بدلا عنهم رجالا
يعلمونهم ويربونهم ، وإن لم يكن هنا أسبوع تمهيدي فسوف تكون الأيام الأولى
صعبة على الطفل وعلينا نحن الآباء أيضا ]
 
 
 ورصدت "الاقتصادية" وضعا مغايرا لأحد أولياء الأمور الذي أحضر طفليه
 وكلاهما بالصف الأول الابتدائي فقال :
 
 [ الأمر صعب لو كان طفلا واحدا
 فكيف باثنين ؟
 لقد شغلني الأمر كثيرا خلال الإجازة في كيفية التعامل معهما ،
 خصوصا أن وقت عملي يتزامن مع مواعيد الدراسة الصباحية ،
لكن تغلبت على ذلك بأن طلبت إجازة من مراجعي كي أتفرغ لابنيّ
في أول يوم لهما وسوف استمر معهما حتى إكمال الأسبوع التمهيدي كاملا
حتى يستطيعا معا تجاوز هذه المرحلة بنجاح ]
 
 
 فيما قال سالم والد الطفل احمد :
 
 [ لم أجد مقعدا في المدرسة التي بجوار منزلي فاضطررت للجوء
 إلى مكتب التربية والتعليم لحل هذه المشكلة ولمصادفة إجازة رمضان
 لم تستكمل الإجراءات حتى اليوم الأول مع انخراط الطلاب
المستجدين في المدرسة، حينها دفعتني زوجتي وشجعتني
 على أن يشارك ابني مع أقرانه حتى ولو لم تكتمل بقية الأوراق ،
 وفعلا عرضت الأمر على مدير المدرسة فرحب بالفكرة
 وأحضرت ابني حتى لا يفوته هذا اليوم والأسبوع التمهيدي
 لعلمي بأهمية هذه المرحلة ، فمتى تجاوزها كان لها الأثر الإيجابي
على تحصيله الدراسي في المستقبل وتقبله البيئة الجديدة  ]

 
 من جهة أخرى، قال مدير المدرسة صالح عتيق الصبحي :
 
 [ إن المدرسة احتفلت بتلاميذ الصف الأول الابتدائي المستجدين ،
حيث أقيمت لهم أولى فعاليات برنامج الأسبوع التمهيدي ،
 التي استهلت بأجواء من المتعة والمرح والسرور ، حيث اشتملت الفعاليات
 في يومها الأول على استقبال الطلبة بتوزيع الحلويات والهدايا وبعض العروض
 الإنشادية والترفيهية ، وتم إشراك التلاميذ المستجدين في هذه الفعاليات
 مثل قراءة سور من القرآن الكريم، وإلقاء بعض الأناشيد التي يحفظونها ،
 والقيام ببعض الألعاب الرياضية المسلية ، كما شارك أنس خوج معلم الرسم
 في الرسم على وجوه الطلبة بأشكال مختلفة لإضفاء جو من السعادة والمرح
 على الطلبة، بعد ذلك تم القيام بجولة للتعريف بالمدرسة ومرافقها،
 والتقاط الصور التذكارية للطلبة، بعد ذلك تم تقديم وجبة الإفطار للطلبة
مع أولياء الأمور وتوزيع الهدايا مع توديع الطلبة ] 

 
واعتبر محمد سعيد الزهراني المرشد الطلابي برنامج الأسبوع التمهيدي
 واحدا من أهم برامج التوجيه والإرشاد الذي دأبت وزارة التربية والتعليم
على تنفيذه، الذي أثبت نجاحه في تكوين اتجاه نفسي إيجابي لدى الطفل
ومساعدته على تحقيق النمو السوي، ويقام برنامجه بداية كل عام دراسي
 لتلاميذ الصف الأول للمستجدين في المرحلة الابتدائية ، حيث إن هذا الأسبوع
 يعد مرحلة انتقالية تساعد الطالب على الانتقال من مجتمعه الصغير العائلي
إلى المجتمع المدرسي، وكون عملية الانتقال إلى هذا المجتمع الجديد
عملية ليست بسيطة تحتاج إلى جهود وأساليب تربوية ، لكي يتقبل الطفل
هذا المجتمع الجديد ويتكيف معه ، لذا فكانت حاجة ماسة لإعداد
مثل هذا البرنامج الذي يعمل على بث الطمأنينة والراحة النفسية للطفل
وسرعة تكيفه مع البيئة المدرسية 
 
 وحول أهداف البرنامج قال الزهراني :
 
 [ يتمثل في تيسير انتقال الطفل من محيط منزله إلى محيط المدرسة
بما يخفف شعور الخوف والرهبة في نفسه ، ويحل محله شعورا بالألفة
والطمأنينة ، كذلك تيسير تكيف التلميذ مع مجتمعه الجديد من زملاء
ومعلمين وإدارة ومبان وأدوات وأنظمة ، إضافة إلى توفير الفرصة للمعلم
 للتعرف على شخصية كل طفل وأنماط سلوكه المختلفة ،
كذلك بث الطمأنينة في نفوس الآباء على أبنائهم وتعميق الشعور
 لديهم بأن أبناءهم محل الاهتمام والرعاية والوقوف على طبيعة
 الحالات الاجتماعية للتلاميذ، وتوفير المساعدات النفسية والمالية المناسبة
 والوقوف على المشكلات النفسية منذ وقت مبكر والتعامل معها
وقائيا وعلاجيا وتقسيم التلاميذ على الفصول نفسيا وتربويا ]
  
خالد الرحيلي من مكة المكرمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق