الموظفة
تحتاج إلى مناخ مناسب لإرضاع طفلها طبيعياً.
شدد
كثير من المتخصصات في مجال الأمومة والطفولة على أهمية الرعاية
وتوفير
حق الطفل في الرضاعة الطبيعية،
التي
يجب أن تظل محفوظة له حتى خلال وقت عمل الأم،
بما
يحقق له هذه الرعاية، مؤكدات ضرورة تجنيد كل طاقات المرأة
على
تشجيع استمرار الأم العاملة في إرضاع طفلها،
وإلى
تضافر الجهود لدعم الأم التي تعمل، اياً كان مجال عملها،
لتتابع
إرضاع طفلها؛ لأن هذا حق من حقوقها وحقوق طفلها.
فمما
لا شك فيه أن الامرين لا يتعارضان،
شرط
تسهيل الأمور على الأم في عملها وأن تكون الإرادة موجودة لديها
والرغبة
في متابعة الإرضاع من دون البحث عن مبررات لامتناعها عن ذلك.
فوائد
صحية
تقول
د. فرح عبدالعال - استشارية النساء والولادة:
ان
الرضاعة الطبيعية حوار يومي بين الأم وطفلها،
وهي
ليست مجرد نقل للعناصر الغذائية
والفيتامينات
بل نقل للمشاعر
والأحاسيس والأفكار، ولها فوائد جمة تعود على الجميع،
الطفل،
الأم، الأسرة والمجتمع
مبينة ان منها توفير غذاء متكامل وكاف
للطفل
نظيف غير ملوث؛ لأنه يمر مباشرة من ثدي الأم إلى فم الطفل
وبذلك
لا يتعرض للتلوث والمساعدة على نمو الفك والأسنان بشكل سليم،
وتوفير
غذاء يحمي الطفل بتقوية جهاز المناعة،
وبالتالي التقليل من خطر
إصابته بأمراض عدة،
مثل الإسهال والتهاب
الإذن وتسوس الأسنان والسكري وأمراض القلب
وارتفاع
ضغط الدم وبعض أنواع السرطانات وحساسية الجهاز الهضمي.
كما أن
الرضاعة الطبيعية تساعد الأم على إحداث التقلصات الرحمية؛
ما
يقلل من فقدان الدم ووقف النزيف ويساعد على عودة حجم
الرحم
إلى ما كان عليه قبل
الحمل، وتساعد الأم على استرجاع وزنها
الذي
كان قبل الحمل وتقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض
ما قبل
سن اليأس، كما تقلل من حدوث ما يسمى "اكتئاب ما بعد الولادة"،
وتوطد
العلاقة والترابط العاطفي بين الأم والطفل،
وتوفر
للأم الراحة والوقت لرعاية طفلها وأسرتها وتجعل إطعام الطفل ليلا
مريحا
كما تؤخر حدوث حمل جديد خاصة في الأشهر الستة
الأولى
بعد الولادة، وذلك عندما
ترضع الأم رضاعة مطلقة على أن لا تكون الدورة
الشهرية
قد عاودتها، مشيرة إلى أن هذه تعد إحدى وسائل تنظيم الأسرة
وتسمى
طريقة قطع الطمث بالإرضاع.
وختمت
حديثها بقولها: ننصح الأمهات بأن يبدأن الرضاعة الطبيعية
منذ
الساعات الأولى بعد الوضع، أي منذ تكوّن اللبن الأول
وهذا
لابد أن يكون خلال الأيام الأولى من الوضع،
وينصح
بأن تكون الرضاعة من ثدي واحد،
لمدة لا تقل عن نصف ساعة
حتى تتأكد من أن الطفل قد شبع،
وذلك
لأن اللبن الأول يحتوي على الماء والسكر الذي يزيد شهية
الوليد
ويشجعه على الرضاعة أكثر، ومن هذا كله نعلم سر قول الله تعالى:
{
وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ
كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ…
}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق