أ. يمنى زكريا
السؤال
♦ الملخص:
امرأة لديها طفلةٌ كسولٌ، تريد مِن أُمِّها وأُختها الأصغر منها إحضارَ
الطعام والماء لها بعدما كانتْ تقوم بذلك دون مساعدة أحدٍ، وتدَّعي
المرض، وتسأل: ماذا تفعل معها؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي طفلة عمرها 4 سنوات، أجَّلتُ ذَهابها إلى الحضانة إلى السنة
القادمة لخوفي عليها، منذ شهر أو أكتر مَرِضتُ مرضًا شديدًا؛ فكنتُ لا
أَتحرَّك إطلاقًا، لكنَّ مدةَ المرض لم تتجاوز 10 أيامٍ، كانت طفلتي أثناءَها تَذهبُ
معي إلى الدكتور وتسمعني وأنا أقول له: لا أستطيع الحركة، أنا متعبة جدًّا،
وظهري منكسر، وأبكي، وبعد شفائي واستعادتي الحركةَ، وقيامي بكل
واجبات المنزل - ولله الحمد - أصبَح كلُّ كلام طفلتي مثل كلامي أثناء
مدة المرض، وما كنتُ أقوله مِن شدة الألم، ومِن ذلك أنها تقول لي:
أمي أُريد أن أَشرَب، فأقول لها: اذهَبي فاشرَبي، فتقول:
واللهِ لا أستطيعُ الحركةَ، وتَستيقظ ليلًا فتقول لي: أمي ظهري منكسر،
فإذا أمسكتُ يدَها تقول: ستَنكسر يدي يا أمي، علمًا بأنها كانتْ قبلَ
ذلك تحضر لنفسها كل شيء من طعام وشراب، وتَدخُل وحْدها دورةَ المياه،
لكن الآن تغيَّر الأمرُ تمامًا، وقد قلتُ لها: أنا الحمد لله لستُ مريضةً،
وليس بي أيُّ شيءٍ؛
حتى لا تقلدني، لكن لا جَدْوى، وقد تطوَّر الأمرُ إلى أنها تَطلُب مِن
أُختها الأصغر منها أن تأتي لها بالماء والطعام.
فماذا أفعَل معها؟!
الجواب
أهلًا بكِ سيدتي الفاضلة، ونَشكُرك على تواصُلك معنا، ونرجو أن نكونَ
عند حُسن ظنِّك.
بخصوص ابنتك الجميلة، هي تفعل ذلك لعدة أسباب، قد يكون منها لفتُ
النظرِ وجَلبُ الاهتمام، وربما تحتاج إلى الحنان، وربما تَشعُر بالغيرة منكِ
أو مِن أُختها،
وفي كل الأحوال أنصحك بالآتي:
• أشْبعيها مِن حبِّك وحنانك وقُبلاتك.
• أَشعِريها أن أُختها تُحبها، وأن عليها أن تُساعد أختها أحيانًا بالتبادل.
• امدَحيها أمام الآخرين عند قيامها بسلوكيات جيدة.
• لا تَلْجَئي إلى الضرب أو العقاب عندما تقوم بذلك.
• شجِّعيها على القيام بشيءٍ تُجيده، فتَنجحُ فيه، ومِن ثَمَّ تَنشَط وتتحفَّز
للقيام به.
عليكِ بالدعاء والصبر وسياسة النفَس الطويل، وستعود أفضل مما
كانت إن شاء الله.
وأَوَدُّ أن أُخبرك أن تقليدَها لك طبيعي؛ فالطفل في هذه المرحلة يُقلِّد،
وهو نتاجُ بيئته، فهي وجدتْ أنكِ عندما كنتِ مريضةً، كان الاهتمام
بك واضحًا، فرَكِنَتْ إلى ذلك، واستَمتَعتْ بالتجربة، فتارةً لَبِّي نداءَها،
وتارةً شجِّعيها على القيام.
ولا تَقلقي فهي مرحلة مؤقتةٌ، سَرعان ما ستزولُ إن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق