روائع الإعجاز النفسي (52)
قوة التحكم بالغضب
الغضب من الصفات التي نهى عنها النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم،
وكلنا يذكر قصة ذلك الأعرابي الذي جاء ليأخذ النصيحة من الرسول فأمره
ألا يغضب فقال زدني قال لا تغضب فقال زدني قال لا تغضب... ولا زال النبي
يكرر هذا الأمر حتى انتهى الأعرابي عن السؤال. وسؤالنا: لماذا كل هذا
الاهتمام النبوي بموضوع الغضب، وما هي آثاره الخطيرة، وما هي وسائل
العلاج؟ هذا هو موضوع بحثنا.
وقد فضّلتُ أن أضع نتائج الدراسات العلمية كما وردت على موقع بي بي
سي حرفياً، والسبب في ذلك أن بعض الملحدين والمشككين يطلبون المرجع
العلمي دائماً ويشككون في الحقائق العلمية التي نذكرها في أبحاث الإعجاز
العلمي. وأفضل طريقة لدرء هذه الانتقادات أن نأتي بأقوال علماء الغرب
من على مواقعهم ومن دون أن نعدل عليها شيئاً.
الغضب الإيجابي!
فقد جاء في دراسة أجراها بنك المعلومات "كاهوت" على شبكة الإنترنت
أن فقدان الأعصاب يكلّف الاقتصاد البريطاني 16 مليار جنيه إسترليني في
العام. وتقول الدراسة إن من يفقدون أعصابهم يحطمون أكثر ما يحطمون
الأدوات الفخارية والكؤوس. وتقول الدراسة إن الرجال يفقدون أعصابهم
أكثر من النساء. وقال 20 بالمئة من عينة بلغت 700 شخص أجريت
عليهم الدراسة إن الازدحام في الشوارع يدفعهم إلى الغضب. ولكن أكثر
من النصف قالوا إن الانتظار على الهاتف يدفعهم إلى الغضب. وإن ربع
الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة يعرفون كيف يعبرون عن غضبهم
بطريقة إيجابية.
وتقول "دونا دوسون" المتخصصة في علم النفس: إن الغضب شيء معقد
جداً. وسببه في أكثر الأحيان هو الخوف من الخسارة، أو الخوف من
الإصابة، أو حتى الخوف من خيبة الأمل. إنهم يعلموننا أن الغضب عاطفة
سلبية، ولكنه في الواقع عاطفة إيجابية ومفيدة، ولكن الأمر يعتمد على
الطريقة التي نعبّر بها عنه. فمن الأفضل بطبيعة الحال أن نعبّر عن
العواطف وألا نكبتها في أجسامنا وعقولنا. ولكن يجب أن نحرص على أن
نعبر عن الغضب بطريقة إيجابية وان نحولها إلى فعل يغير المواقف.
إن الغضب السلبي يؤدي إلى إفراز هرمونات تضعف نظام المناعة بتدمير
خلايا المناعة الرئيسية.
من كتاب روائع الإعجاز النفسي
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
الأحد، 24 يناير 2021
روائع الإعجاز النفسي (52)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق