غصون رمضانية ( 006 – 030 )
عبدالله بن عبده نعمان
يأتي رمضان الإيمان ليسدل على المجتمع المسلم بساطَ الخلق الكريم
بمعناه العام، فيعيش الرمضانيون في ظله حياة يعمرها الصيام والقيام،
وصفاء الأحلام، وامتداد المحبة والوئام، وطهارة القلوب،
وبشاشة الوجوه، وسلامة الجوارح من الإيذاء.
ويأتي رمضان ليزداد خلق التقوى والمراقبة والخشية،
ويأتي رمضان ليساعد المسلم الصائم على تربية نفسه
على الأخلاق الكريمة، فيصبر على ما تكره النفس،
ويلجمها عن أهوائها، وانحرافِ ميولها.
ويأتي رمضان ليعطي المسلم دروسًا في كسب القلوب،
وجذب النفوس، فيحلم الصائم عند الاستغضاب،
ويسخو ببشاته وابتسامته، كما يسخو بماله وعطفه.
فما أجمل أن ترى الصائمين وهم يسعون صاعدين على مراقي
حسن العبادة الخالصة، حتى يؤدوا حق الخُلق الحسن مع الله!
وما أحسن أن ترى الصائمين وهم كالأزهار في روض الصفاء،
كلهم ينشرون عبير الإخاء في الأرجاء، وتشرق البسمات الصادقة
على قسمات وجوههم كما تشرق الشمس عند ميلادها على تلك الزهور
المتعانقة، فيزدادون بريقًا وألقًا.
وما أكمل أن تنبت هذه الأخلاق السامية في جنة الصوم،
ثم تنمو وتشتد سوقها، وتصبح أشجاراً مثمرة بعد رمضان،
فينال جناها الداني صاحبُها وغيره.
إن الأخلاق ميزان الصيام، فمن حسن خلقه حسن صيامه،
ومن ساء خلقه ساء صيامه.
وما سوء الأخلاق التي قد تبدو على بعض الصائمين
إلا برهان على وجود خلل في صيامهم فليراجعوا صومهم
قبل أن تطوى الصحيفة، ويرتحل الضيف، ويذهب الشاهد،
وتُقوّض السوق المعمورة بالخيرات.
الأحد، 18 أبريل 2021
غصون رمضانية ( 006 – 030 )
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق