ما ورد في ذكر صفة العرش
* ما ورد في ذكر صفة العرش قال المصنف - رحمه الله -:*
روى أبو داود في سُننه: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:
((إنَّ مَا بَيْنَ سمَاءٍ إلىَ سَمَاءٍ مَسِيرَة كذا وكذا - وذَكَرَ الخَبَرَ إلى قَوْلهِ -:
وَفوق ذلك العَرْشُ، وَالله - سُبْحَانَه - فَوْقَ ذَلِكَ))".
الشرح
1: معنى العرش:
العرش في اللغة: هو سرير الملك؛ قال - تعالى - عن يوسف:
{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} وقال عن ملكة سبأ: {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} وعرش
الرحمن: مَخْلوقٌ عظيمٌ، له قوائمُ تحمله الملائكة، وهو أعظمُ المخْلوقات،
فهو سقفُ العالم؛ لأنه محيطٌٌ بالمخْلوقات، خلَقَهُ الله - جلَّ وعلا - ثم استوى
عليه، ولَم يبيِّن اللهُ - جل وعلا - ممَّا خُلق هذا العرْش، ولم يَرِد دليلٌ صحيح
عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - يبيِّن ذلك؛ فالله أعلم بذلك، والكرسي غير
العرش؛ لأن العرش هو ما استوى عليه الله - جل وعلا - والكرسي موْضع
القدَمَيْن؛ كما صَحَّ موقوفًا على ابن عباس عند الحاكم في "مستدركه"،
والكرسيُّ خلق صغير بالنسبة للعرش، والله أخبرنا عن كرسيه فقال:
{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ}، فهو أعظمُ منَ السموات والأرض،
فكيف بالعرش ووصفه؟!
عدة فوائد:
أولاً: وُصِف هذا العرْش بأنه عظيم؛ قال - تعالى -:
{وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} وبأنه كريم؛ قال - تعالى -:
{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}
ثانيًا: مدح الله نفْسه بأنه ذو العرْش؛ فقال - تعالى -:
{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ}
ثالثًا: أخبَرَ الله - عز وجل - أنَّ للعرش حَمَلَة، وأن عددهم ثمانية؛ فقال:
{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}.
رابعًا: أخبر الله - سبحانه - أنَّ عرْشَه كان على الماء قبل خلْق السموات
الأرض؛ فقال - تعالى -:
{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}
وجاء في "صحيح البخاري"، من حديث عمران بن حصين:
أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
((كان الله ولَم يكن شيء غيره، وكان عَرْشه على الماء)).
خامسًا: أخْبَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّ للعرش قوائمَ؛ فعن أبي سعيد
الخدري: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
((لا تخيِّروني من بين الأنبياء، فإن الناس يُصْعَقُون يوم القيامة؛ فأكون أول
من يُفيق، فإذا أنا بموسى آخذٌ بقائمة من قوائم العرش...))
البخاري ومسلم
سادسًا: أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّ العرش فوق الفِرْدَوْس؛ فعن
أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
((فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة،
وفوقه عرش الرحمن...))
البخاري
سابعًا: أخبر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أن الشمس كلما غربتْ تسجد
تحت العرْش؛ فعن أبي ذر- رضي الله عنه - قال:
"قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر حين غربت الشمس:
((أتدري أين تذهب؟))، قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإنها تذهب
حتى تسجدَ تحت العرش، فتستأذن فيؤذَن لها))
البخاري ومسلم
الاثنين، 19 أبريل 2021
ما ورد في ذكر صفة العرش
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق