غصون رمضانية ( 029 – 030 )
عبدالله بن عبده نعمان
أيها الحبيب الراحل، نحن موقنون بذهابك عنا بأمارة مجيئك إلينا،
ولكنَّ ذكرى رحيلك تستدرُّ عيوننا، وتهيِّج أشجاننا كلما تذكرنا
ساعات الوداع ونحن في عنفوانك، وشرخ أوانك.
فما حالنا ونحن نقف على مشارف التوديع، ومطار فراق الحبيب،
وبيننا وبين انتهاء الرحلة ساعات معدودات؟!
وماذا نقول ووفود الأحزان حاضرة، وسحب دموع الشجا متكاثرة،
وهلال الزمن الجديد يستحثّك على الصعود؛ ليظفر هو بالهبوط؟!
فكيف سنطيق فراقك، وأنت حبيب ألفناك، ونزيل أحببناك،
وجليس أنسنا بجلوسك، وكريم أتحفتنا بكرمك، وعليم أكرمتنا بعلومك،
وطبيب داويتنا بطبك؟!.
ترفّقْ أيها الحادي ترفّقْ
فروحي بالبقاْ فيهِ تعلّقْ
ترفّقْ أيها الحادي فقلبي
يحنُّ إلى معاهده ويعشق
ترفّقْ أيها الحادي فإني
أكاد لبينه بالدمع أَشْرق
تمهّل بالأفول به قليلاً
حنانيك التمهلُ منك أرفق
لقد عشنا تحت دوحتك الفيحاء، وفي روضتك الغناء زمنًا وارفَ الظلال،
موفور الجمال، فرأينا ما تقر به العيون، وتستلذه الأسماع،
وتشرق به العقول، وتستريح له القلوب.
فسرّنا صيامُك، وأسعدنا قيامك، وأضاءت لنا لياليك، وطابت لنا أيامك،
وتربّت أنفسنا على يدك أيها المعلم الفذ!.
لن ننسى تلك الساعات التي تحتضن الصيام،
ولن ننسى تلك اللحظات التي تضم القيام، ولن ننسى تلك الأوقات
التي تُليت فيها الآيات فطابت بها اللسان، وتلذذت بها الآذان،
ولان لها الجنان، لن ننسى ذلك الشعور السعيد من ذلك الجواد الكريم
وهو يخرج من ماله ما يرجو ثوابه في مآله،
ولن ننسى ذلك المحتاج الذي كان حضورك سببًا في إشراق الابتسامة
على وجهه، وسجودِ دمعات الفرح على خديه،
وارتفاع دعوات الشكر من شفتيه، ورحيل جثوم الكربة على صدره،
وحلول السعادة بين أهله وأولاده، ولن ننسى فرحة الإفطار لنيل الأوطار
من منحة الغفار بما أحل الله تعالى؛ ليذكرنا ذلك بيوم المزيد
حين يلقى ذوو الإحسان كرم الرحمن.
مرّت أيامك المعدودات مروراً سريعًا لدى محبيك، فكأن الشهر أسبوع،
والأسبوع يوم، واليوم ساعة؛ فلا غرو، فساعة اللذة دقيقة،
ودقيقة الألم ساعة، كما قيل.
ستمضي- أيها الحبيب - وأنت متأبط صحائف أعمالنا،
فلا ندري هل تكون شهادات نجاح، أو شهادات إخفاق؟
فيا سعد من أضاءت شهادته بالنجاح، ولقي عند الله الفلاح.
ليت شعري – أيها الحبيب - هل سوف نلتقي في العام الآتي
في مثل زمانك ونزولك علينا، أو أن الحِمام سيسبقك إلينا؟
فإن لم نلتقِ فهذا آخر عهدنا بك، وهذا الزمن الذي قضيناه معك آخر نصيبنا منك،
وإن التقينا مرة أخرى فنحن على ما عهدتَ من حبنا لك.
أيها الحبيب، إن أحسنا في زمانك فنحن نحزن ونفرح في هذه الساعات،
نحزن على فراقك، ونفرح بالإحسان الذي نرجو قبوله عند ربك،
فإن بدا هلال شوال اشتبكت دموع الحزن والفرح.
وإن نحن أسأنا فبماذا نفرح إذا هلّ هلال العيد مؤذنًا بوداعك؟!
فيا أيها الحبيب، نودعك وداع الوالهين، ونفارقك فراق الوامقين،
ونصافحك مصافحة المشتاقين، ونعانقك عناق الباكين،
فإلى ربك منتهاك، ونسأل الله إلينا رُجعاك.
عبدالله بن عبده نعمان
أيها الحبيب الراحل، نحن موقنون بذهابك عنا بأمارة مجيئك إلينا،
ولكنَّ ذكرى رحيلك تستدرُّ عيوننا، وتهيِّج أشجاننا كلما تذكرنا
ساعات الوداع ونحن في عنفوانك، وشرخ أوانك.
فما حالنا ونحن نقف على مشارف التوديع، ومطار فراق الحبيب،
وبيننا وبين انتهاء الرحلة ساعات معدودات؟!
وماذا نقول ووفود الأحزان حاضرة، وسحب دموع الشجا متكاثرة،
وهلال الزمن الجديد يستحثّك على الصعود؛ ليظفر هو بالهبوط؟!
فكيف سنطيق فراقك، وأنت حبيب ألفناك، ونزيل أحببناك،
وجليس أنسنا بجلوسك، وكريم أتحفتنا بكرمك، وعليم أكرمتنا بعلومك،
وطبيب داويتنا بطبك؟!.
ترفّقْ أيها الحادي ترفّقْ
فروحي بالبقاْ فيهِ تعلّقْ
ترفّقْ أيها الحادي فقلبي
يحنُّ إلى معاهده ويعشق
ترفّقْ أيها الحادي فإني
أكاد لبينه بالدمع أَشْرق
تمهّل بالأفول به قليلاً
حنانيك التمهلُ منك أرفق
لقد عشنا تحت دوحتك الفيحاء، وفي روضتك الغناء زمنًا وارفَ الظلال،
موفور الجمال، فرأينا ما تقر به العيون، وتستلذه الأسماع،
وتشرق به العقول، وتستريح له القلوب.
فسرّنا صيامُك، وأسعدنا قيامك، وأضاءت لنا لياليك، وطابت لنا أيامك،
وتربّت أنفسنا على يدك أيها المعلم الفذ!.
لن ننسى تلك الساعات التي تحتضن الصيام،
ولن ننسى تلك اللحظات التي تضم القيام، ولن ننسى تلك الأوقات
التي تُليت فيها الآيات فطابت بها اللسان، وتلذذت بها الآذان،
ولان لها الجنان، لن ننسى ذلك الشعور السعيد من ذلك الجواد الكريم
وهو يخرج من ماله ما يرجو ثوابه في مآله،
ولن ننسى ذلك المحتاج الذي كان حضورك سببًا في إشراق الابتسامة
على وجهه، وسجودِ دمعات الفرح على خديه،
وارتفاع دعوات الشكر من شفتيه، ورحيل جثوم الكربة على صدره،
وحلول السعادة بين أهله وأولاده، ولن ننسى فرحة الإفطار لنيل الأوطار
من منحة الغفار بما أحل الله تعالى؛ ليذكرنا ذلك بيوم المزيد
حين يلقى ذوو الإحسان كرم الرحمن.
مرّت أيامك المعدودات مروراً سريعًا لدى محبيك، فكأن الشهر أسبوع،
والأسبوع يوم، واليوم ساعة؛ فلا غرو، فساعة اللذة دقيقة،
ودقيقة الألم ساعة، كما قيل.
ستمضي- أيها الحبيب - وأنت متأبط صحائف أعمالنا،
فلا ندري هل تكون شهادات نجاح، أو شهادات إخفاق؟
فيا سعد من أضاءت شهادته بالنجاح، ولقي عند الله الفلاح.
ليت شعري – أيها الحبيب - هل سوف نلتقي في العام الآتي
في مثل زمانك ونزولك علينا، أو أن الحِمام سيسبقك إلينا؟
فإن لم نلتقِ فهذا آخر عهدنا بك، وهذا الزمن الذي قضيناه معك آخر نصيبنا منك،
وإن التقينا مرة أخرى فنحن على ما عهدتَ من حبنا لك.
أيها الحبيب، إن أحسنا في زمانك فنحن نحزن ونفرح في هذه الساعات،
نحزن على فراقك، ونفرح بالإحسان الذي نرجو قبوله عند ربك،
فإن بدا هلال شوال اشتبكت دموع الحزن والفرح.
وإن نحن أسأنا فبماذا نفرح إذا هلّ هلال العيد مؤذنًا بوداعك؟!
فيا أيها الحبيب، نودعك وداع الوالهين، ونفارقك فراق الوامقين،
ونصافحك مصافحة المشتاقين، ونعانقك عناق الباكين،
فإلى ربك منتهاك، ونسأل الله إلينا رُجعاك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق