من ألطاف الله على عباده
ومن لطيف لطفه بعبده إذا أهّله للمراتب العالية والمنازل السامية
التي لا تدرك بالأسباب العظام التي لا يدركها إلا أرباب الهمم العالية
والعزائم السامية أن يقدّر له في ابتداء أمره بعض الأسباب المحتملة
المناسبة للأسباب التي أهل لها ليتدرج من الأدنى إلى الأعلى ولتتمرن
نفسه ويصير له ملكة من جنس ذلك الأمر ، وهذا كما قدر لموسى
ومحمد وغيرهما من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ، في ابتداء
أمرهم رعاية الغنم ليندرجوا من رعاية الحيوان البهيم وإصلاحه
إلى رعاية بني آدم ودعوتهم وإصلاحهم .
وكذلك يذيق عبده حلاوة بعض الطاعات فينجذب ويرغب ويصير له ملكة
قوية بعد ذلك على طاعات أجل منها وأعلى ، ولم تكن تحصل بتلك
الإرادة السابقة حتى وصل إلى هذه الإرادة والرغبة التامة .
ابن سعدي رحمه الله
الثلاثاء، 22 يونيو 2021
من ألطاف الله على عباده
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق