موسوعة المؤرخين (144)
الجبرتي وكتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار (04)
عبد الرحمن الجبرتي.. سيرة وحياة وكتاب
وفي الحادية والعشرين من عمره بعد أن توفي والده أخذ الجبرتي
يتنقل في أنحاء مصر ليعرف مواقعها، ويتصل بعلمائها وعظمائها
وليعرف ألوان الحياة في القرى، وما يعانيه الفلاح من شظف العيش.
وقد كان هو بطبيعته ميالاً للشهرة محباً للرحلة، وقد ساعده على ذلك
ثراؤه الواسع، ورغبته في المعرفة والاطلاع.
وقد كان هذا أحد الأسباب البارزة التي مكنته من تأليف كتابه الكبير
فيما بعد، إذ لا شك أن الجبرتي قد أحاط بكثير من أخبار البلاد، وأخلاق
العباد، مما جعله صادق الأحكام دقيقاً في تحليل الأمور مستوعباً لكل
صغيرة وكبيرة من حياة الشعب المصري في الفترة التي تحدث عنها.
ولا شك أن الجبرتي قد استغرق في هذا العمل ليله ونهاره، وطفق
يبحث عن مصادره ومراجعه، وبدأ يدون الأسماء، وكان من الطبيعي أن
يبدأ بالمشايخ ، ومن كان منهم شيخاً للأزهر، ثم أشياخ الأروقة وأرباب
الحلقات. ومن كان أبوه يطلق عليهم الطبقة العليا، ثم الطبقة التي تليها
ممن اشتهروا بالعلوم الفقهية والعقلية والنقلية والشعر والأدب والخطابة
وغير ذلك. كما شرع يدوِّن أسماء أمراء الوجاقات والصناجق ومن بلغ
منهم مشيخة البلد ومن شاركه في الحكم .
الاثنين، 20 سبتمبر 2021
موسوعة المؤرخين (144)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق