كيف نربي أولادنا؟ 4
إعطائهم المسؤولية
قديمًا كان يُهيأ الصبي للتجارة وللقيادة، فما إن يخط شنبه حتى يكون في
دكان والده أو في السوق أو يعمل ويكدح ويتزوج في سن مبكرة ويحسن إدارة
حياته، أما اليوم فإنك تجد أن عدم تحميل الطفل للمسؤولية وإعداده لتولي
إدارة أماكن والعمل أدى به إلى ضياع وحب اللهو وعدم تحمله لشيء، وإن هذا
سبب قوي لطلاق كثير من الشباب والشابات، وكذلك كان البنت في الزمن السابق
لا تبلغ العشرين إلا ولديها أطفال وتدير بيتها وتقوم بمهام عظيمة، والإنسان
في القديم والحديث هو هو، ولكن تصرفنا هو الذي تغير وتبدل.
ولا يخفى أن تغير الزمان والمكان معتبر، فلا يمكن سلوك طريق القدماء حرفيًا، ولا حتى أن يحملهم الأب على أن ينشؤوا كنشأته هو.
فمن إعطاءهم المسؤولية: أن تعامله وهو طفل كأنه رجل، تستشيره وتشاركه
القرار في المنزل وخارجه، وكلما كبر أعطيته مسؤوليات أكبر حتى يكون في
العشرين قد تهيأ لبناء أسرة وبناء عمله والسعي في الحياة بلا أدنى مساعدة
منك.
وكذلك تحميله بعض الألم، فلابد أن لا تغلبك رحمتك وشفقتك عليه فتزيل عنه
الألم أو بعضه، فحياة الإنسان كلها قائمة على صفة تصرفه حيال آلامه، هل
يغيّب ألمه وواقعه؟ هل يؤجله؟ هل يتعامل معه؟ هل يعتذر ممن أساء إليه؟،
لابد أن يطوّع نفسه حسب الحق ولا يطوّع الحق حسب هواه، لابد أن يغلب هواه
والنفس ويقودها حسب رؤيته للحق.
فأحيانًا تراه يتألم -وإزالتك لألمه هينة عندك- فاتركه وألمه ليقوم بنفسه، لا تجعل نفسك متكًا كلما شاكته شوكة ناداك.
الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021
كيف نربي أولادنا؟ 4
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق