كيف نربي أولادنا؟ 5
كلٌ ميّسرٌ لما خُلق له
أسوأ ما يصيب الأبناء أن يرسم لهم الوالدان طريقًا لا نجاح إلا بسلوكه، وأن
يضعا معايير مختارة لتفسير التفوق، فإن فعلها كان مصدر فخرٍ لهم وسرور،
وامتلأت أحاديثهما بإنجازاته ومفاخره، وإلا كانت كل حياته فشلًا يتبعه فشل،
يشعرانه دائمًا بأنه لم ينجح
وهذا ما يسميه البعض "خيبة الأمل" الملازمة لبعض الآباء تجاه أولادهم، فتجد
الأب رجل أعمال ناجح، أو ذا شهادة عليا، أو منصبٍ مرموق، أو أيًا كانت صفة
نجاحه، وإن لم يستطع ابنه أن يكمل دراسته أو يتجر مثل أبيه أو يتبوأ مناصب
عليا اعتبره الأب جاهلًا حيث لم يحصل على الشهادة، أو فاشلًا إن لم يحقق
تجارة وأرباحًا مثله، فهو الفاشل الضعيف.
ومن هنا ظهرت شخصيات ضعيفة لبعض أبناء العظماء، وهي شخصية مكررة رديئة، لا
تكاد تتقن شيء من عملها، ألبسوه لباسًا لا يناسبه، فهو ابن الإمام العلامة
الخطيب، فلابد أن يصبح مثله علامة خطيب ويقف بمنبره، وهذا ابن الدكتور
المتفنن فلابد أن يكون "شبلًا من ذاك الأسد"، وإلا كان فاشلًا.
فالواجب أن يعرف الأب قدرات ابنه من صغره، ورغباته وميوله، وما يريده
ويختاره، ويرضى بها، ويفصل بينها وبين رغباته هو، وما يريد أن يفعله هو،
ويُشعره بتفوقه ونجاحه مهما كان فعله ضعيفًا في نظره.
الأربعاء، 29 سبتمبر 2021
كيف نربي أولادنا؟ 5
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق