إن صلح المعلم صلحت الأجيال
يُحكى أن احد المعلمين كان يقود سيارته فأوقفته دورية المرور
بادر ضابط المرور بطلب الرخصة وأوراق السيارة، وهو يتفحص وجهي من وراء عدسات الشمسية المعتمة...
فسلمه كل ما طلب من وثائق يبادره بلهجة هادئة وحازمة...
-أنت لم تربط الحزام يا أستاذ!
- قال نعم للأسف...
-رد هذه مخالفة...
-قال نعم اعترف اني اخطأت واستحق المخالفة...
بدأ الضابط بتدوين قسيمة المخالفة
وقال له : أنت أستاذ ومعلم تربوي رد : نعم
قال : إذا غش الطالب في الامتحان هل تسامحه رد : لا
قال : إذن ماذا تفعل؟ رد : اطبق عليه القانون...
فناوله ورقة المخالفة وهو يضحك قال : هل يمكن أن تنزل من السيارة؟..
بتردد واستغراب نزل... فقام باحتضانه فجأة... ويقبل رأسه كان مندهشا مما يحصل...
-أستاذ...أنا الطالب فلان، درست عندك، أتذكر حين غششتُ من ابنك فلان في الامتحان..
فعاقبتني حينها وسحبت ورقتي وورقته ومنحتنا صفرا وطبقت علي وابنك القانون..؟
منذ ذلك اليوم عرفت ان القانون وضع ليطبق على الجميع ولا يستثنى منه أحد ولو كان ابنك..."
يومها بكيت احتراماً لك وحزناً انك طبقت القانون على ابنك دون أن تجامل فجعلتك مثالا لي... واليوم استاذي أطبق عليك القانون ولا أستثني أحدا لو كان ابني ..
لم يستطع التحكم بدموعه فرحاً بان هذا الضابط كان احد طلابه وعرف ماذا يعني تطبيق القانون وهو بالمقابل كان يناضل من أجل أن لا تسيل دموعه حفاظا على هيبة الزي العسكري الذي يرتديه...
فاخرج مبلغ من جيبه الخلفي فقال :
أقسمت عليك يا استاذي أن تقبل هديتي فأمتنع...فألح عليه وقال القانون طبقته عليك لكن قيمة المخالفة عليٓ ...
فانت معلمي وابي وقدوتي وأدامك تاجا فوق رؤوسنا... حاول الامتناع فألح بشدة وسانده زميله الذي شهد الموقف بتأثر ...
غادر المكان وقد سرت بين أضلعه سكينة عجيبة وسعادة غامرة ودموع فخر انه تخرج من تحت يده جيل لايخون وظيفته ولا وطنه ...
*الحكمـــــــه*
تلك ثروة المعلم والمربي اذا غرسها في طلابه صلح المجتمع وصلح الوطن فالتعليم وتطبيق القانون لا يقدر بثمن،،،،
إن صلح المعلم صلحت الأجيال
وإن صلح التعليم زادت الثروات وارتقت الكوادر وبقيت الأمانة والإخلاص في العمل فعم الخير والنفع بالاوطان..
اذا صلح الرأس تشافى الجسد
حتما سنرحل يوما ويبقى الأثر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق