الخميس، 28 يوليو 2022

الضوابط الشرعية لموقف المسلم في الفتن (16)

الضوابط الشرعية لموقف المسلم في الفتن (16)


* أما القسم الأول الذي يوزن به الإيمان من الكفر ؛ فثلاثة موازين :
الأول : أن تنظر : هل هناك إحقاقٌ لعبادة الله وحده لا شريك له أم لا ؟
لأن أصل دين الأنبياء والمرسلين هو أنهم بُعثوا لأن يعبد الله وحده لا شريك
له , التوحيد أساس الأمر , وأول الأمر , وآخر الأمر , فمَن رفع راية التوحيد
, وأقرَّ عبادة الله وحده لا شريك له , ولم يقرَّ عبادة غير الله جلَّ وعلا
فالميزان هذا ينتج أنه مسلم , وأن تلك الراية مسلمة ,
مع توفر الميزانين التاليين الذين ستسمعهما بإذن الله .

فالميزان الأول إذا : أن نرى هل الراية التي ترفع الإسلام يطبق أهلها
التوحيد أم لا ؟ هل هناك عبادة لغير الله جلَّ وعلا أم أنه لا يعبد تحت تلك
الراية إلا الله وحده لا شريك له , فتتوجه القلوب إلى الله جلَّ وعلا وحده ؟
قال سبحانه وتعالى :
( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )
(النحل: من الآية36) .

وقال جلَّ وعلى :
( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج:41)

قال بعض المفسرين : ( وأمروا بالمعروف ) ؛ يعني : بالتوحيد , ونهوا
عن المنكر ؛ يعني : عن الشرك ؛ لأن أعلى المعروف هو التوحيد ,
وأبشع المنكر هو الشرك .
فهذا هو الميزان الأول .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق