الصراع بين الجسد و الروح
*الدكتور أنيس الراوي*
ستظل تعيش حالة شد وجذب بين جسدك وروحك في هذه الحياة . *
فجسدك يفضل النزول إلى الأرض والاستمتاع بكل لذائذها لأنه جزءٌ منها
وروحك تريد أن تسمو وتعلو إلى مركزها .
ولكل منهما غذاؤه من منبعه
فالجسد يحتاج إلى الأكل والشرب والنوم ليعتاش .
والروح تريد ما نزل من السماء من ذكر وقرآن وإيمان لكي تعيش
وتطمئن وترتاح وتسعد
شعورك بالجوع والعطش والتعب... إشارات لحاجة غذاء جسدك
وشعورك بالهم والضيق والملل والاكتئاب... دليل لحاجة غذاء روحك
وهنا ندرك خطأنا أحيانًا.
حين نشعر بالضيق والاكتئاب نخرج إلى نزهة أو مطعم فاخر
أو جولة سياحية أو ...
ومع ذلك نجد أنه لم يتغير شيء فالضيق باق ٍ
كما هو والاكتئاب ما زال كما هو .
أنت بهذا تلبي حاجات جسدك بينما التي تحتاجه هي روحك.
وتذكر حينما كان النبيّ محمد صلى الله عليه وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين حينما
يحلُّ وقت الصلاة، *يقول للصاحبي بلال (ري الله عنه ):
«يا بلال: أقم الصلاة ارحنا بها» وفي حديث آخر
«قم يا بلال فأرحنا بالصلاة» .* فمعنى ذلك … ان الصلاة هي فرصة لقاء
روحي، وسمو معنوي، يحلّق خلالها المؤمن في آفاق التقرب إلى الله تعالى،
ولذلك يقبل عليها بشوق واندفاع، لأنه في الصلاة يكون بين يدي الله تعالى،
وكان رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه) يعتبرها منبعاً للاطمئنان
والاستقرار والراحة النفسية ولإزالة الضيق والإكتئاب .
*لتفهم…* ،،،،،،
إذاً ، أعد الاستماع إلى نفسك؛ فقد أخطأت فهمها .
قلبك إذا عطش، فلا تسقه إلا بالقرآن وإذا استوحش، فلا تشغله إلا بالرحمن
فكل شيء في هذه الدنيا ؛ إما أن تتركه أو يتركك ...
إلا الله سبحانه وتعالى
إن أقبلت عليه أغناك
وإن استجرت به حماك
وإن توكلت عليه كفاك
فليكن قلبك كصدفة لا تحمل سوى لؤلؤة واحدة هي حب الله وحده .
أكثروا من التفكر والتفكير في قوله تعالى يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي
لتعلموا أن الحياة الحقيقية ليست هنا في الدنيا فهناك حياة أبدية
ونحن في الطريق إليها شئنا أم أبينا...
فماذا أعددنا لها؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق