فى رحاب آية 06
إن من حكمة الله جل شأنه أن يبتلي عباده، وان يمتحن صدق إيمانهم في كثير من
الأمور، كالخوف، والجوع، والفقر، وفقد الأحبة، والفراق، والخسارة في
التجارة، ونقص الأموال، وغير ذلك من الأهوال والمصائب والشدائد، التي تحتاج
إلى نفوس قوية بإيمانها، وعزائم جبارة تستطيع حمل هذه الأهوال والتعايش
معها، والصبر عليها، دون تبرم ودون أي اعتراض أو شكوى، بل رضا واحتسابا
لله، مصداقا لقوله تعالى: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال
والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله
وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون"
(البقرة: 155- 157).
لقد أثنى الله على هؤلاء الذين اختبر إيمانهم فثبتوا وصبروا وصابروا،
وقد تحروا الهداية من الله وقبلوها وعملوا بها، فكانت لهم المغفرة، وقد
وعدهم الله بالفوز العظيم، وبأنه سبحانه وتعالى سيوفيهم أجورهم، وسيعطيهم
بتوسعة وبلا حساب، وبلا نهاية عظمى، يقول سبحانه: "إنما يوفى الصابرون
أجرهم بغير حساب" (الزمر- 10).
وقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة، تدعو المؤمنين إلى التحلي بالصبر
وفي مواضع كثيرة يوصي الحق جل شأنه رسوله الكريم بالصبر، وباتخاذه عدة
وسلاحا في مواجهته المشركين، وأعداء الدعوة إلى التوحيد وعبادة الله، وعدم
الشرك به سبحانه وتعالى، مصداقا لقوله تعالى: "فاصبر لحكم ربك ولا تكن
كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم" (القلم: 48) وقوله تعالى: "فاصبر كما صبر
أولوا العزم من الرسل" (الأحقاف: 35)
الأحد، 5 فبراير 2023
فى رحاب آية 06
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق