أبوها يدخن في نهار رمضان خفيةً ولا تدري ما تفعل .
السؤال
والدي يتظاهر أمامنا أنه صائم رغم أني أشم رائحة الدخان منه خلال نهار
رمضان ، وعندما أقول له : أنت مفطر رائحتك دخان&; ، يقول لي : لا تكوني
مجنونة ، مع العلم أنه يتناول معنا على السحور ، ويصلي الصبح ، وينام
ولا يأكل أو يشرب شيئاً بعد ذلك كالصائم ، مرة رأيته على الشرفة يدخن
لكني خجلت أن اقول له شيء ، لا أدري كيف أساعده أو ماذا أقول له
كي يلتزم ويترك هذا الآفة ؟
الجواب
الحمد لله.
أولا:
التدخين من المحرمات في رمضان وفي غير رمضان
فإن ثبت أن والدك قد أفطر في نهار رمضان ، بالتدخين أو بغيره :
فإنه يكون قد ارتكب إثماً عظيماً ، وقارف كبيرة من كبائر الذنوب .
فقد روى ابن خزيمة (1986) ، وابن حبان (7491) عن أبي أمامة الباهلي
رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعيّ ( الضبع هو العضد ) فأتيا بي
جبلا وعِرا ، فقالا : اصعد .
فقلت : إني لا أطيقه .
فقالا : إنا سنسهله لك .
فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة ،
قلت : ما هذه الأصوات ؟
قالوا : هذا عواء أهل النار .
ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم ، مشققة أشداقهم ، تسيل
أشداقهم دما ، قلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة
صومهم&; صححه الألباني في &; صحيح موارد الظمآن &;(1509) .
وقال الألباني رحمه الله معلقاً : &; أقول: هذه عقوبة من صام ثم أفطر عمدا
قبل حلول وقت الإفطار ، فكيف يكون حال من لا يصوم أصلا ؟! نسأل الله
السلامة والعافية في الدنيا والآخرة &;
الواجب عليك أن تتحلي بالحكمة في التعامل مع هذه المشكلة المعقدة ، فإن
غلب على ظنك أن والدك سينتفع بكلامك المباشر ، فكلميه في ذلك ،
وبيني له حرمة ما يفعل .
وإلا ، فاجتهدي في توصيل ذلك الأمر إليه ، بطرق غير مباشرة ، مثل تشغيل
مقطع يسمع عن حكم التدخين في نهار رمضان ، وأنه من المفطرات ،
أو ضعي أمامه فتوى مكتوبة في بيان ذلك ، وفي تعظيم شهر رمضان ،
وخطر تعدي حرمته .
وإن غلب على ظنك حصول مفسدة أكبر من الكلام معه ، فلا تستعجلي
بمفاتحته ، إلى أن تحين الفرصة الملائمة إلى ذلك .
ومثل هذا من الأمور المحرمة المعلومة عند الناس ، ولا شك أن العلم
بتحريمها مستقر في نفسه ، وإلا لما استخفى به ؛ فليست القضية قضية
بيان لأمر يجهله ، أو إقامة للحجة عليه ، فهي قائمة أصلا من غير كلامك
ونصحك ؛ فلم يبق هنا إلا أن تقدري أنت الأمر من جوانبه المختلفة ، التي
تعرفينها أنت أكثر من غيرك ، بحكم معرفتك بوالدك ، وطبيعته ؛ ثم توازني
بين مصلحة الكلام معه ، وما يتوقع من المفاسد والأضرار عليك ،
أو على الأسرة من جراء ذلك .
فإن خشيت مضرة ، أو مفسدة غالبة من ذلك ، فلا يلزمك أمره ولا نهيه ،
ولا نصحه ولا وعظه أصلا ، ويبقى واجبك نحوه : في الدعاء له بالهداية
والصلاح ، وتحين الفرص المناسبة لنصحه ووعظه ، ولو بصورة عامة ،
وغير مباشرة .
واحذري كل الحذر من مراقبته أو التجسس عليه ، فإن ذلك لا يجوز ، إضافة
إلى أنه إن أحس منك بذلك فإن ذلك سيؤدي إلى نفوره وعدم قبوله النصيحة
المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز
الأربعاء، 29 مارس 2023
أبوها يدخن في نهار رمضان خفيةً ولا تدري ما تفعل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق