الصدق والفرح
.. *الصدق والفرح بينهما تلازم ، فإذا تحقق الصدق حصل الفرح ولابد ..*
*يقول ابن رجب رحمه الله : من لزِم الصدق في طلبه ؛ أداه إلى مقعد الصدق* ..
*ثم قرأ :* ( *وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ)*
*فكلّ صادقٍ سيفرح .. إذًا لابد أن أستقبل رمضان وأنا أنظر إلى مشهد الخِتام ،*
*وأنا استشعر الفرح الذي سأناله والأجور التي سأحصدها والصحائف التي سأملأها ،
وأنا أنظر إلى حالي صباح العيد حين تُوزّع الجوائز على الفائزين من ملك الملوك*
*إذًا .. لا تدخل رمضان إلا وأنت صادق ، حقيقةً إن أهم عدةٍ تدخل بها رمضان هي "عدة الصدق"*
*"فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لهم"*
*كن صادقًا في احتياجك ،، انتظر لياليه انتظار من أثقل ظهره بالذنوب وأرهقته المعاصي
وكبلته الخطايا وأراد صدقًا أن يتخفف منها ويتطهر من شؤمها*
*كيف أهيئ قلبي لاستقبال رمضان؟*
*حاوِل أن تتفقَّد قلبك، أين هو؟!*
*هل هو في السَّماء يجول حولَ العرش، أم هو في الخراب يجول حول الحُشِّ ؟!*
*فإن كان في السماء فلا ترضَ بدون الفِردوس، وإن كان في الخراب
فحاول أن تُنقذه مِن المُهلكات التي اختطفَتْه أحد عشَر شهرًا ..*
*هيِّئ قلبَك بتَرْك الغيبة والنَّميمة ،* *بالبُعد عن الكذب والخيانة، هيِّئ قلبك بابعاد أصدقاء السوء من حياتك،
هيِّئ قلبَك بالتوبة من الغِلِّ والحقد والحسد والكراهية، هيِّئ قلبك بالتوبة مِن سماع المعازف ،*
*هيئ قلبك بالاستغفار والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم*
*ثم هيء نفسك ، كيف تكون تهيئة النفس ؟*
*توقف قليلًا وتأمل حالها ..*
*هل هي أمَّارة بالسُّوء .. تأمرك بالمعاصي والشهوات وحبِّ الزينة والسيئات ؟*
*أم هي لوَّامة .. فيها مِن نور الإيمان ما يوقظها كلَّما غفلت فوقعت في سيئة أو فاتتها طاعةٌ فتلوم نفسَها وتصلح من حالها ؟*
*قال مالك بن دينار:*
" *رحِم الله عبدًا قال لنفسه: ألسْتِ صاحبةَ كذا؟! ألستِ صاحبة كذا؟! ثمَّ ذمَّها، ثم خَطَمَها [أي: قادها وسيطر عليها]،
ثمَّ ألزمها كتابَ الله تعالى، فكان لها قائدًا"، فهل أنت قائد نفسك! أم أنَّك تاركٌ لها الزمامَ؟!*
*هيئ عقلك .. بالنَّظر والدراسة لأحكام الصيام والقيام، وقراءة القرآن، وكل ما يخصُّ شهرَ رمضان
وتعرف على أحكامَ الصيام الضرورِيَّة حتى يكون صيامك صحيحًا*
*فالله لا يُعبَد عن جَهل ، وكلَّما ازددتَ علمًا زادك الله أجرًا "* *قل
هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذين لا يعلمون "*
*هيئ جسدك .. فكلَّما حافظتَ على صِحَّة بدنك استطعتَ أداء أعمالك، سواء عباداتك لربِّك، أو أعمالك الحياتيَّة في يومك .
. وجاء في وصايا لقمان لابنه: "يا بُني، إذا امتلأتِ المعدة؛ نامتِ الفِكرة، وخرستِ الحِكمةُ، وقعدت الأعضاءُ عن العبادة"*
*هيئ وقتك وجدولك اليومي..*
*ما لم تملك خطة محكمة وأهدافًا واضحة ستبقى في آخر الرّكب*
*فرقٌ كبير بين من يدخل رمضان على نورٍ بصيرة وبين من يدخله مبعثرًا هائمًا لم يضع لنفسه خطة ولا جدولاً ولا مهامًا يلتزم بها*
*وتذكر وأنت في هذا الموسم الربيح والزمان الفاضل أن البعثرة لا تُوصل للكمال..*
*قال ابن القيم رحمه الله* :
*«ليس للعبد شيء أنفع من صدقه ربه في جميع الأمور مع صدق العزيمة،
ومن صدق الله في جميع الأمور صنع الله له فوق ما يصنع لغيره»*
*هيئ مشاعرك بالشوق والفرح والترقُّب لهذا الشهر العظيم ، أكثر من دعوات الأسحار ، ابذل دموع الندم وقدّم كلمات الاعتذار ،
احرص أن تتحرى الصدق في كل حركة وسكنة ، تقرب إلى مولاك بقلب منكسر يملؤه الخوف
والرجاء أن يوفقك ويعينك ويسددك واسأله أن تكون في زمرة الصادقين ويكتبك من الفائزين*
الخميس، 23 مارس 2023
الصدق والفرح
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق