عشت مرة في قلب رمانة وبينما أنا جالس يوما في
خليتي
سمعت
حبة تقول :
سأصير في المستقبل شجرة متعالية تترنم الأرياح
بأغصانها
وترقص الشمس على أوراقها وسأكون قوية جميلة على ممر
الفصول
فأجابت حبة ثانية وقالت :
ما أجهلك أيتها الرفيقة ! فاني حين كنت صغيرة مثلك حلمت
أحلامك
ولكنني
بعد أن صرت قادرة على تحديد كل شيء بمقياس ومعيار
أدركت أن جميع آمالي كانت باطلة
ثم قالت: حبة ثالثة
أما
أنا فانني لا أرى فينا ما ينبىء بمثل هذا المستقبل العظيم
.
فأجابت حبة رابعة وقالت :
اذا لم
ترم حياتنا الى مستقبل أنبل وأبهى فباطلة هي
فوقفت اذ ذاك حبة خامسة وقالت
ما بالنا نتجادل فيما سيؤول اليه أمرنا في المستقبل
في حين
أننا
لا نعرف ما نحن عليه اليوم ؟
فقالت: حبة سادسة
اننا سنظل أبدا على ما نحن عليه الآن
فأجابتها حبة سابعة قائلة:
ان في
ذهني صورة واضحة
للمستقبل ولكنني
لا أستطيع أن أرسمها
بالألفاظ
ثم تكلمت حبة ثامنة وتاسعة وعاشرة وحبوب كثيرة حتى
تكلم الجميع
فلم أفهم شيئا من الأصوات وبلبلتها فتركت الرمانة في
ذلك اليوم
وأتيت فسكنت في سفرجلة حيث لا يوجد الا قليل من
الحبوب
تعيش
بصمت وسكون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق