نهجر الوالدين
ونتجاهل وحدتهم وحاجاتهم وعجزهم واشتياقهم
ثم نزورهم آخر الأسبوع
لنتناول عندهم الغداء
ونرمي عليهم الأبناء فقط لنرضي
ضميرنا
أرضيك لاخدعك
نبخل ونقتر ونخاف على الدرهم وننسى حقوق المسكين
والفقير واليتيم
ثم تأتينا حالة
الكرم فجأة فنكدس الملابس القديمة في الأكياس لنتخلص منها
بحجة التبرع فقط لنرضي
ضميرنا
أرضيك لا خدعك
ننسى الأصحاب والأحباب
ونغيب
عن حياتهم وظروفهم وأفراحهم وأحزانهم ثم نرسل لهم
رسالة على الهاتف تقول
جمعة مباركة مع أنها يقول
البعض عنها أنها بدعه فقط
لنرضي ضميرنا
أرضيك لاخدعك
نقضي الساعات تلو الساعات
نأكل
في لحوم الآخرين
نغتاب ونفضح العيوب ونستمتع في كشف الأستار
حتى إذا ما نتهينا تنهدنا بعمق
وقلنا
ستر الله علينا وعليهم فقط
لنرضي ضميرنا
أرضيك لاخدعك
نقصر في تربية الأبناء نجهل
مشاكلهم
واحتياجاتهم ونغيب عن عيونهم وعن أحضانهم وعن حكاياتهم
ثم ندخل عليهم بلعبة إلكترونية وبعض الهدايا فقط
لنرضي ضميرنا
أرضيك لاخدعك
نحملق في المشهد الخليع ونستغرق
في
متابعة الأغنية السافرة والمسلسل الهابط
ثم بعد أن ننتهي يتمتم لساننا باستغفر
الله العظيم فقط لنرضي ضميرنا
أرضيك لاخدعك
ما أكثر ما نخدع ضميرنا ونتعامل
معه
كالمريض الذي
نعطيه حقنة مخدر ليرتاح فترة
بينما مرضه لا
يزال منتشرا في الجسد
فلننتبه قبل أن
تزداد جرعات التخدير
فيموت
الضمير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق