عن أسلم :
[ أنَّ عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه استعمل مولى له
-يُدْعى هُنَيًّا- على الحِمَى
فقال: يا هُني، اضْمُم جناحك عن المسلمين، واتَّق
دعوة المظلوم؛
فإنَّ دعوة المظلوم مستجابة ]
قال العيني:
[ قوله: اضْمُم جناحك، ضَمُّ الجَناح: كناية عن
الرَّحمة والشَّفَقَة،
وحاصل
المعنى: كُفَّ يدك عن ظلم المسلمين ]
- وعن عبد الملك بن حميد، قال:
كنَّا مع عبد الملك بن صالح بدمشق، فأصاب كتابًا في
ديوان دمشق :
[ بسم الله الرَّحمن
الرَّحيم
من عبد
الله بن عبَّاس، إلى معاوية بن أبي سفيان،
سلام عليك، فإنِّي أحمد إليك الله، الذي لا إله إلا
هو، عصمنا الله وإيَّاك بالتَّقوى...
أمَّا بعد،
فإنَّك من ذوي النُّهى من قريش، وأهل الحلم والخُلُق
الجميل منها،
فليَصْدر رأيك بما فيه النَّظر لنفسك، والتَّقيَّة
على دينك،
والشَّفَقَة على الإسلام وأهله، فإنَّه خير لك، وأوفر
لحظِّك في دنياك وآخرتك ]
-
وقال الجنيد -عندما سُئل عن الشَّفَقَة على الخَلْق
ما هي ؟-:
[ تعطيهم من نفسك ما يطلبون، ولا تحمِّلهم ما لا
يطيقون،
ولا تخاطبهم بما لا يعلمون ]
وقال أبو الخير:
[ القلوب ظُرُوف، فقلب مملوء إيمانًا، فعلامته
الشَّفَقَة على جميع المسلمين،
والاهتمام بما يهمُّهم، ومعاونتهم على أن يعود صلاحه
إليهم.
وقلب مملوء نفاقًا، فعلامته الحقد والغلُّ والغشُّ
والحسد ]
وقال المناوي :
[ الشَّفَقَة تَحَنُّن الرَّأفة، والإكباب على من
يُشفِق عليه،
وإنَّما يصير مُنكبًّا بشدَّة الرَّأفة، فإذا كانت
الشَّفَقَة بغير مِعَةٍ –
مشتقَّة من أمعاء البطن-
انتشرت فأفسدت، وإذا كانت في مِعَةٍ، كانت في حصن،
فلم تنتشر، ولم تَفْسَد؛ لأنَّ هنا حدًّا يحويها
]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق