الإسلام هو دين العدالة، وإنَّ أمة الإسلام هي أمة
الحق والعدل،
وقد أقام الرسول صلى الله عليه وسلم العدل، وكان
نموذجًا في أعلى درجاته،
وأقامه خلفاؤه من بعده.
فقد ورد :
( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عدَّلَ
صفوفَ أصحابِه يومَ بدرٍ
وفي يدِه قدحٌ يعدِّلُ به القومَ فمرَّ بسوادِ بنِ
غَزيَّةَ
حليفَ بني عدي بنِ النَّجارِ وهو مُسْتنتِلٌ من
الصفِّ
فطعن في بطنِه بالقدحِ وقال استوِ يا سوادُ
فقال يا رسولَ اللهِ أوجَعْتَني وقد بعثك اللهُ
بالحقِّ والعدلِ فأقِدْني
قال فكشف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن
بطنِه
وقال استقِدْ
قال فاعتنقَه فقبَّل بطنَه
فقال ما حملكَ على هذا يا سوادُ
قال يا رسولَ اللهِ حضَر ما ترى فأردتُ أن يكون آخرُ
العهدِ بك
أن يمَسَّ جلدي جلدَك فدعا له رسولُ اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ بخيرٍ )
وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
:
( أنَّ قريشًا أهمَّهم شأن المرأة التي سرقت
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح،
فقالوا: من يكلِّم فيها رسول الله صلى الله عليه
وسلم؟
فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد
حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمه فيها
أسامة بن زيد،
فتلوَّن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
أتشفع في حدٍّ من حدود الله ؟!
فقال له أسامة: استغفر لي يا رسول الله.
فلما كان العشي قام رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاختطب،
فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال أما
بعد:
فإنما
أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه،
وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد،
وإني -والذي نفسي بيده- لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقت
لقطعت يدها )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق