لا تتهم الوراثة بأنها وراء مرضك.
فبيدك قوة معالجة نفسك من المرض . كيف ؟
أتعاني من السكري؟ ، أتعاني من الضغط المرتفع وأمراض القلب؟
أتعاني من السرطان ؟ إليك ما يجب أن تعرفه لتحارب مرضك قبل
أن يقضي المرض عليك.
يمكن للبدانة ولداء السكري وأمراض القلب وحتى السرطان أن يكون
"متوارثًا في العائلة"، أيّ أنّ السلف المباشر عانى من أحد هذه
الأمراض، لكن اندفاعنا لوصف شيء ما بالوراثي لا يعود بأيّ فائدة على
أحد. إن المشاكل الصحية التي غالبًا ما نلوم أهلنا عليها (أو أجدادنا) هي
مشاكل يمكننا عادة السيطرة عليها. في الواقع، يُقدّر مجمل الأمراض
التي تنجم عن جينات تعاني من خلل بأقل من 1%.
في العام 2003، انتهى مشروع الجينوم البشري وهو "خريطة" كاملة
المادة الوراثية المكوّنة من الحمض النووي. واكتشف العلماء في هذا
المشروع أنهم كانوا مخطئين بشأن بعض الأمور، ومن بينها عدد الجينات
في الحمض النووي عند الإنسان. ففي حين توقعوا وجود مئات الآلاف،
جينة لكل بروتين في الجوهر، إلا أنهم وجدوا من
20000 إلى 50000 فقط.
وتشرح GreenMedInfo الأمر بشكل ذكي:
ما من جينات كافية في جسم الإنسان لتكون مسؤولة عن وجود الكتل
الأساسية لبناء البروتينات، ولتفسّر سلوك هذه البروتينات في حالتي
الصحة والمرض!
في الماضي، شكّل نموذج التركيبة الوراثية التالي: جينة واحدة- بروتين
واحد- سلوك خلوي واحد، المبدأ المقدّس الذي قام عليه علم الأحياء لكن
نموذجًا آخر حل محله اليوم وهو نموذج الخلية حيث تُعدّ عوامل التخلّق
المتعاقب (أيّ أنها لا تخضع لسيطرة الجينة) أساسية في تحديد كيفية
تفسير الحمض النووي وترجمته وظهوره. يمكن للخلية أن تستخدم جينة
واحدة لتجسّد سلسلة من البروتينات ولا يحدد الحمض النووي أيّ جينات
ستتجسّد أو كيف.
ومن المهم أن نعلم أن
العديد من المأكولات أو النشاطات يمكن أن تتسبب بتغيّر في الحمض
النووي إذ تبيّن على سبيل المثال أنّ بعض أنواع القمح المعدّلة جينيًا
تُسكت جينات الإنسان ما قد يفضي إلى موت مبكر. من ناحية أخرى،
يمكن للرياضة أن تغيّر بقوة الحمض النووي في غضون دقائق.
بالتالي، ما معنى هذا الكلام على صعيد المرض والصحة؟
هذا يعني أن عددًا من العوامل يساهم في كيفية تجسّد الجينة أو في
إمكانية تجسّدها. ويقع العديد من هذه العوامل تحت سيطرتنا، فبيئتنا
وما نأكله وما نتنفسه وما نتعامل معه ونلمسه تحدد صحتنا
ومرضنا المحتملين.
فعلى سبيل المثال، ينجم التليّف الكيسي وهو مرض وراثي، عن طفرة في
جينة محددة تحمل اسم CFTR. وقد أدرك العلماء أنّ النقص الغذائي
يمكن أن "يطلق" هذه الطفرة. كما تبيّن في المختبر أن هذه الجينة تحديدًا
تشهد تصحيحًا جزئيًا أو حتى كاملًا عند تعرّضها للعناصر المفيدة
المعروفة باسم "المركبات الكيميائية النباتية" الموجودة في الفلفل
الأحمر الحريف، وفول الصويا والكركم!
يمكن لتحمّل مسؤولية وجود المرض أن تؤدي إلى الوقاية أيّ أننا حين
نعترف بدورنا الفاعل في صحة أجسادنا، نتقبّل فكرة أننا قادرون على
تغييره. لا يمكننا بعد اليوم أن نلوم جيناتنا على ما يصيبنا من مرض.
والآن، وبعد أن أصبحت تعرف هذا كله، ما الذي ستفعله في هذا الشأن؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق