قال تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا
}
[ مريم: 96 ].
قال قتادة:
[ ذكر لنا أنَّ كعبًا كان يقول: إنَّما تأتي المحبَّة
من السَّماء.
قال: إنَّ اللَّه تبارك وتعالى إذا أحبَّ عبدًا قذف
حبَّه في قلوب الملائكة،
وقذفته الملائكة في قلوب النَّاس، وإذا أبغض عبدًا
فمثل ذلك، لا يملكه بعضهم لبعض ]
وقال عليُّ بن أبي طلحة، عن ابن عبَّاس في قوله:
{ الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ
وُدًّا }
قال: حُبًّا .
وقال مجاهد، عنه:
{ الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ
وُدًّا }
قال: محبَّةً في النَّاس في
الدُّنْيَا .
وقال سعيد بن جبيرٍ،
عنه:
{
يُحبُّهم ويُحبِّبهم }
يَعنِي: إِلى خلقه الْمُؤمنين .
وقال ابن عباس:
[ محبَّةً في النَّاس في الدُّنيا
]
وقال مجاهد:
[ محبَّةً في المسلمين في الدُّنيا
]
وقال مقاتل:
[ يقول يجعل محبتهم في قلوب المؤمنين فيحبونهم
]
وقال جلَّ في علاه:
{ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي
}
[ طه: 39 ].
قال الطبري:
[ عن عكرمة قال: حسنًا وملاحةً، قال أبو جعفر:
والذي هو أولى بالصَّواب من القول في ذلك أن
يقال:
إنَّ
اللَّه ألقى محبَّته على موسى، كما قال جلَّ ثناؤه:
{ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي
}
فحبَّبه إلى آسية امرأة فرعون، حتَّى تبنَّته وغذَّته
وربَّته،
وإلى فرعون، حتَّى كفَّ عنه عاديته وشرَّه. وقد قيل:
إنَّما قيل: وألقيت عليك محبّةً منِّي، لأنَّه حبَّبه
إلى كلِّ من رآه ]
وقال أيضًا:
[ قال ابن عبَّاس: حبَّبتك إلى عبادي، وقال
الصِّدائي: حبَّبتك إلى خلقي.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أي حسَّنت خلقك
]
وقال الشوكاني:
[ وألقيت عليك محبَّةً منِّي أي: ألقى اللَّه على
موسى محبَّةً كائنةً منه تعالى
في قلوب عباده لا يراه أحد إلَّا أحبَّه وقيل:
جعل عليه مسحةً من جمال لا يراه أحد من النَّاس إلَّا
أحبَّه.
وقال ابن جرير: المعنى وألقيت عليك رحمتي،
وقيل: كلمة من متعلِّقة بألقيت، فيكون المعنى: ألقيت
منِّي عليك محبَّةً،
أي: أحببتك، ومن أحبَّه اللَّه أحبَّه النَّاس
]
وعن ابن عبَّاس في قوله:
{ وألقيت عليك محبَّةً منِّي
}
قال: كان كلُّ من رآه ألقيت عليه منه محبَّته
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل قال:
حبَّبتك إلى عبادي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق